الأربعاء، 12 أغسطس 2009

أكرم الأمم والأفراد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :

هذا كتاب أكرم الأمم والأفراد

من الأكرم ؟

عندما نسأل من الأكرم أى من الأفضل فى الناس أى أحسن الناس؟وقد بين الله الجواب وهو أكرم أى أحسن الناس عند الله هو الأتقى أى المسلم وهو المطيع لحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الحجرات "إن أكرمكم عند الله أتقاكم "ومما ينبغى قوله أن مسألة الأفضلية تدخل فيها عوامل مختلفة منها عمر الإنسان ومنها أفضلية الجهاد على غيره من الأعمال فعند الله المجاهد المسلم أفضل من القاعد المسلم عن الجهاد حتى لو فعل القاعد حسنات أكثر من المجاهد وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "

تفضيل الله بعض الرسل على بعض:

فضل الله الرسل بعضهم على بعض والمراد أعطى الله بعض الرسل عطايا أكثر من البعض الأخر وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض "وقال بسورة البقرة "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض "

لا تفضيل للرسل عند المسلمين :

طلب الله من المسلمين ألا يفرقوا بين الرسل (ص)والمراد ألا يؤمنوا ببعضهم ويكذبوا ببعضهم وإنما يؤمنوا بالكل دون أن يفاضلوا بينهم فيؤمنوا ببعض ويكفروا ببعض وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "والذين أمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم "وقد قال المسلمون لا نفرق أى لا نفاضل بين أحد من رسله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "لا نفرق بين أحد من رسله "

تفضيل الناس على بقية الأنواع :

كرم أى فضل الله بنى آدم على بقية الخلق بطاعة حكمه منهم ففضلهم أى جعلهم أحسن من كل الخلق وهى الأنواع فى الدرجة وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "ولقد كرمنا بنى آدم "و"وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا "وقد اعترف الشيطان بهذا فقال لله أرأيتك هذا الذى كرمت أى فضلت على وفى هذا قال بسورة الإسراء"قال أرأيتك هذا الذى كرمت على"

تفاضل الناس دنيويا :

جعل الله الناس خلفاء فى الأرض فرفع بعضهم فوق بعض درجات والمراد زاد بعضهم على بعض فى العطاء سواء كان مال أو أولاد أو صحة أو نفوذ أو غير هذا والسبب فى اختلاف مقدار العطايا هو الإبتلاء فى العطايا وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وهو الذى جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فى ما أتاكم "وكانت نتيجة اختلاف مقدار العطايا هو أن الكفار اتخذوا الأخرين وبعضهم مجالا للسخرية وفى هذا قال تعالى بسورة الخرف "ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا "

تفاضل المسلمين فى الأخرة:

يتمايز المسلمون فى الأخرة حيث ينقسمون لدرجتين الأولى وهى السابقون وهم المقربون وفى هذا قال تعالى بسورة الواقعة"والسابقون السابقون أولئك المقربون فى جنات النعيم "وهم المجاهدون فى سبيل الله ،الثانية أصحاب اليمين وهم الأقل درجة وهم القاعدون عن الجهاد وفى هذا قال تعالى بسورة الواقعة "وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين "وفى الدرجتين قال بسورة النساء "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "فسبب التمايز هو عمل واحد عمله المقربون ولم يعمله أصحاب اليمين وهو الجهاد فى سبيل الله .

من الأفضل الأوائل أم الأواخر ؟

بين الله لنا أن السابقون وهم الأعلى درجة فى الجنة ينقسمون لفريقين الأول ثلة أى بعض من الأوائل والثانى قليل من الأواخر وفى هذا قال تعالى بسورة الواقعة "والسابقون السابقون أولئك المقربون فى جنة النعيم ثلة من الأولين وقليل من الأخرين "وهذا يعنى تساوى بعض الأوائل مع بعض الأواخر فى الدرجة والمكانة كما بين الله لنا أن أصحاب اليمين وهم الأقل درجة فى الجنة ينقسمون لفريقين الأول ثلة أى قليل من الأوائل والثانى ثلة أى قليل من الأواخر وفى هذا قال بنفس السورة "لأصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الأخرين "وهذا يعنى أن بعض الأواخر يتساوون مع بعض الأوائل فى الدرجة الأقل وهذا يعنى أن الصحابة منهم من يتساوى معنا فى الدرجة العليا أو من يتساوى معنا فى الدرجة الأقل ومما ينبغى قوله أن قول البعض إننا مهما فعلنا فلن نصل إلى درجة الصحابة باطل .

تمايز الكفار فى الأخرة :

الكفار فى الأخرة يتمايزون بمعنى أن لكل منهم درجة من عذاب مختلف عن أصحاب الدرجة الأخرى والدليل هو توعد المنافقين أنهم سيكونون فى الدرك وهى الدرجة السفلى من النار وهذا يعنى وجود درجة أخف عذابا منها فى النار وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار "

أيمان وتفاضل الأمم :

نهانا الله أن نكون مثل التى هدمت غزلها من بعد أن كان قويا متينا وأما كيف نكون مثلها فالإجابة هى أن نتخذ الأيمان وهى الحلفانات دخلا بيننا والمراد أن نجعل الأقسام طريقا بيننا لجعل أمة أفضل من أمة والمراد جعل الأفراد والأسر أحسن من بعض فى كل العطايا وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة أربى من أمة " فأمة المسلمين قوية بتساوى أفراها فى العطايا التى تقسم بينهم بشرع الله فإذا أراد أفراد منهم التميز على البقية بأخذ عطايا أكثر من الباقين دون وجه من الشرع فقد هدم دولة الإسلام القوية إذا تم التنفيذ والسكوت عليه .

لكل أمة عملها :

من الأقوال الشائعة أن أمة فلان أفضل من أمة علان أو أن الأمة الفلانية أحسن من الأمة العلانية وقد بين الله لنا أن نترك له الحكم فى ذلك فى يوم القيامة كما بين أن كل أمة سابقة لها جزاء ما كسبت وعليها جزاء ما اكتسبت فى حياتها وأن لأمتنا لها جزاء ما عملت وأننا لا نحاسب على أعمال الأمم الأخرى وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون "

اغترار الأمم :

إن الغرور دفع الناس قبل عهد الرسول (ص)إلى القسم بالله قدر ما استطاعوا على الأتى :لئن جاءنا نذير والمراد لئن أتانا رسول من الله لنكونن أهدى أى أفضل من إحدى الأمم وما حدث فيما بعد كان الضد فقد ازدادوا نفورا والمراد كفروا بالرسول الذى زعموا أنهم يؤمنون به وفى ذا قال تعالى بسورة فاطر "وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا "

النهى عن التزكية :

نهانا الله عن أن نزكى أى نمدح أى نفضل أنفسنا على غيرنا لأنه هو العالم بمن الأتقى أى الأفضل وهو المطيع له فقال بسورة النجم "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى "

الكفار يزكون أنفسهم :

إن الكفار يزكون أى يفضلون أنفسهم على الأغيار وقد بين الله للكل أنه وحده من يزكى أى يفضل أى يختص برحمته من يريد فقال بسورة النساء "ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء "

الله زكى المسلمين :

لقد زكى الله المسلمين ولكنه لم يحدد أسمائهم فكل من أطاع وحيه وآمن به فهو منهم وقد بين الله لنا أن المسلمين خير أمة أخرجت للناس وبين أسباب التزكية وهى الأمر بالمعروف أى العمل بالخير والنهى عن المنكر وهو البعد عن الشر والإيمان بالله والمراد والتصديق بوحى الله فقال بسورة آل عمران "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله "كما وصفهم بالأمة الوسط فقال بسورة البقرة "وكذلك جعلناكم أمة وسطا "أى عادلة

ليست هناك تعليقات: