الاثنين، 24 أغسطس 2009

نقد كتاب السياسة بين الأمم لهانز مورجنتاو

نقد كتاب السياسة بين الأمم

-"وهو يصور السياسة على أنها مجال مستقل عن غيره من المجالات الأخرى كالاقتصاد والأخلاق والجمالية والدين فى العمل والتفهم "ج1 ص26 والخطأ هو جعل الدين مجال من المجالات المتعددة وهو تخريف لأن الدين وهو الإسلام يشمل كل المجالات أى الأشياء لقوله تعالى بسورة الأنعام "ما فرطنا فى الكتاب من شىء "والمراد ما تركنا فى الحكم من موضوع إلا جعلنا له حكم

"ونحن نفترض أن الساسة من رجال الدول يفكرون ويعملون فى حدود المصلحة التى تعرف كسلطان "ج1ص26 والخطأ هو افتراض أن الساسة يفكرون فى حدود المصلحة كسلطان وهو تخريف لأن كل الساسة عدا النادر ينشغلون بما يظنون أنه يصب فى صالحهم هم وليس فى صالح الدولة أو ناسها فالسياسة عند الناس هى فن الخداع لاستمرار المصلحة سواء كان هذا الخداع فى صورة صدق أو فى صورة كذب

-"وبالرغم من أن توازن القوى عنصر كان موجودا طيلة العصور وفى مختلف المجتمعات "ج1ص32 والخطأ هو أن توازن القوى كان موجودا باستمرار وهو تخريف لأن التوازن يفقد فى بعض العصور والمجتمعات فمثلا مجتمع آدم(ص)كانت به دولة واحدة هى الإسلام ومثلا مجتمع سليمان (ص)كانت به نفس الدولة وكان لها السيطرة على العالم كله لا ينازعها فى ذلك أحد وتوازن القوى فى المجتمعات من الداخل قد يختفى كمجتمع مصر فى عصر فرعون حيث كان بنو إسرائيل ليس بينهم وبين قوم فرعون أى توازن فى القوى بدليل استعبادهم وعدم وجود توازن القوى هو السبب فى بعث الله للرسل (ص)حتى يعيدوا النظام للتوازن بمعنى العدل وليس بمعنى توازن القوى المعروف فى هذا العصر

-"ولا يقتنع الواقعى بأن هذا التحول يمكن أن ينشأ عن مواجهة الواقع السياسى ذى القوانين الخاصة بمثل أخلاقية ترفض أخذ هذه القوانين بعين اعتبارها "ص32 ويقصد بالتحول الطريقة الواجب اتباعها لتغيير العالم المعاصر "وترى الواقعية أن المبادىء الخلقية العامة والشاملة لا يمكن أن تطبق على أعمال الدول "ص33 والخطأ هو أن الأخلاق لا تطبق على أعمال الدول وهو تخريف لأن الله وضع الأحكام الخلقية للتعامل بين المجتمعات المختلفة أى بين الدول المختلفة ليكون التعامل حسبها وهى بصفة عامة الحسنة بالحسنة والسيئة بالسيئة كما أن من يطبق السياسة عند الناس هم أفراد ومن الأفراد تتكون الدول

-"ولا ريب فى أن الأحداث التى يتحتم عليه أن يتفهمها هى من الناحية الأولى عوارض فريدة فى نوعها ولقد حدثت على الشكل الذى وقعت فيه مرة واحدة لم يسبق لها أن حدثت فيه كما لا يتوقع لها أن تتكرر فيه وهى فى الوقت نفسه متشابهة "ص41 "والخطأ هو أن الأحداث لا تتكرر فى شكلها فى التاريخ وهو تخريف لأن الأحداث تتكرر فى نفس شكلها كما حدث مع معظم الرسل (ص)فالقليل آمن بهم وكفر الكثير وطلبوا المعجزات وكفروا بها وقالوا نفس الأقوال فى نفس المسائل كالبعث والعذاب والرسل كما قال تعالى بسورة الذاريات "كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون "ونفس الأقوال عن ألوهية أبناء الله سبحانه وتعالى عن هذا كما قص فى سورة التوبة "وقالت اليهود عزيرا ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهؤن قول الذين كفروا من قبل "ومن أراد فليراجع قصص الأقوام مع الرسل (ص)فى القرآن فسيجد تكرار لنفس الأحداث والأقوال

-"وهكذا فإن الدولة التى تعقد معاهدة لتبادل تسليم المجرمين مع دولة أخرى أو لتبادل السلع والخدمات مع غيرها أو تتعاون مع الدول الأخرى فى تقديم الغوث لضحايا الكوارث الطبيعية أو تعمل على نشر الآثار الثقافية فى العالم لا تكون عادة منشغلة فى السياسات الدولية "ص54 والخطأ هو أن التعاون فى مجالات الاقتصاد والثقافة والغوث ليس انشغالا بالسياسات الدولية وهو تخريف لأن الإشتغال بالتعاون فى أى مجال ليس سوى سياسة دولية قد يكون هدفها حسن أو سيىء فالحسن هو طاعة حكم الله بالإحسان والبر بمن لم يقاتلنا أو يخرجنا من بلادنا أو يظاهر علينا وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم " والسيىء فرض نوع من سيطرة الدولة على الدولة المتعاون معها ،زد على هذا أن التعاون الثقافى هو فى الإسلام إعلان حرب على الإسلام لأنه يعمل على نشر الفاحشة فى المسلمين فكيف لا يكون ذلك سياسة دولية إذا كان الإسلام يعتبره إعلان حرب ؟

-"ويجب التمييز على اى حال بين السلطان السياسى والقوة من ناحية ممارستها الفعلية للعنف السياسى "ص55 والخطأ هو أن القوة غير السلطان السياسى وقطعا السلطان السياسى جزء من القوة بمعنى أن القوة ينتج عنها السلطان فلا سلطان لدولة على أخرى إن لم تكن معها القوة التى ترهب بها الأخرى

-"ويعنى هذا بعبارة أخرى أن وجود سياسة الترضية من ناحية يفترض وجود السياسة الإمبريالية من الناحية الأخرى "ص104والخطأ هو أن سياسة الترضية تعنى وجود السياسة الإمبريالية وهو تخريف لأن الله أمر بسياسة الترضية فقال بسورة فصلت "ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم "فالتعامل بالحسنى هو سياسة الترضية وإن كانت ترضية من المنتصر للضعيف فكيف يصبح أمر الله إمبرياليا أى مستغلا مضرا أليس هذا عجيبا؟

-"ولقد أقام المجتمع شبكة من قواعد السلوك والمبتكرات التنظيمية للسيطرة على حوافز السلطان الفردية "ص151 والخطأ هو أن المجتمع أقام للسيطرة على حوافز السلطان الفردية وهو تخريف لأن الحاكم والحكومة ليست سوى سلطة فردية فى معظم الأحيان كفرعون فهو سلطة فردية وملكة سبأ فهى سلطة فردية والحاكم والحكومة فى الإسلام ليسوا سوى منفذين للأحكام زد أن الله لمعرفته بنوازع السلطة عند كل فرد جعل من حق كل مسلم الشورى وهى الاشتراك فى أمر الحكم فقال بسورة الشورى "وأمرهم شورى بينهم "

-"ما العوامل التى تشترك فى تأليف سلطان الأمة على المسرح الدولى ؟00هناك مجموعتان من العناصر يجب تمييزهما أولاهما تلك العناصر الثابتة وتلك التى تتعرض للتغيير الدائم "ص161 والخطأ وجود عناصر ثابتة وعناصر متغيرة تؤلف سلطان الأمة على المسرح الدولى وهو تخريف لأن عنصر السلطان واحد ثابت فى كل العصور وهو القوة الشاملة مصداق لقوله تعالى بسورة الأنفال "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وأخرين من دونهم لا تعلمونهم "

-"وهو الغذاء فالبلاد ذات الاكتفاء الذاتى أو ما يشبه الاكتفاء الذاتى تكون متفوقة على الدول التى لا تملك هذا الاكتفاء "ص164 والخطأ هو أن وجود الغذاء فى دولة يجعلها أقوى من دولة ليس لها اكتفاء من الغذاء وهو تخريف لأن القوة قد تستمد من الجوع كما تستمد من الغنى فقلة الغذاء قد تدفع دولة ما لاحتلال دول أخرى لتحصل على غذائها وما أدراك ما حرب الجائع ؟

-"وتعتمد قوة أى دولة على الصعيد العسكرى أيضا على عدد ما لديها من قوات وأسلحة وتوزيعها على الفروع المختلفة للجهاز العسكرى "ص176 والخطأ هو أن القوة تعتمد على الصعيد العسكرى على العدد والعتاد والتنظيم وهو تخريف فالعدد ليس سببا فى النصر فكما قال القرآن بسورة البقرة "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله" والسبب فى النصر هو إرادة المقاتلين للنصر مع حسن تنظيمهم .

-فإن الدولة التى يكون متوسط السن فيها يميل إلى وجود الحد الأعلى من السكان فى مدى الصلاح للخدمة العسكرية أى بين العشرين والأربعين لابد وأن تكون متفوقة على الدولة التى تتفوق فيها نسبة الكبار فى السن من ناحية السلطان "ص183 والخطأ هو أن صغر سن السكان فى دولة يجعلها متفوقة على الدولة التى بها مستوى السن أكبر وهو تخريف لأن السن ليس سببا فى النصر وإنما السبب هو إرادة ناس الدولة وتمسكهم بدين الدولة

-"لا ريب فى أن نوعية الدبلوماتية بالرغم من افتقارها إلى الاستقرار هى أهم عامل من العوامل التى تخلق السلطان لأية أمة من الأمم "ص199 والخطأ هو أن نوع الدبلوماتية أهم عامل فى سلطان الأمة وهو تخريف لأن القوة وحدها هى مصدر السلطان فماذا يفيد دولة لديها جهاز تفاوضى على أعلى مستوى إذا لم تكن عندها قوة تدفع به قوات الدولة صاحبة القوة فالدبلوماتية ليست سوى وسيلة تفاوضية للتراضى وليست مصدر قوة إن لم تساندها القوة

-"إن القوة طريقة فجة وغير موثوق بها من طرائق تحديد التطلعات إلى السلطان على المسرح الدولى "ج2 ص7 والخطأ هو أن القوة طريقة فجة وغير موثوق بها للتطلع للسلطان وهو تخريف لأن القوة هى الوسيلة الوحيدة لفرض السلطان على الناس

-ويكفى أن نقول فى صدد ما ندرسه فى هذا الكتاب أن لكل قاعدة من قواعد السلوك عنصرين عنصر الأمر وعنصر العقوبة "ص10والخطأ وجود عنصر أمر وعنصر عقوبة لكل قاعدة سلوكية وهى ليست قاعدة لوجود استثناءات فيها فى الإسلام فمثلا عدم النظر للنساء والظن السيىء ما لم يخرج من النفس نهى ليس عليه عقوبة دنيوية فى الإسلام الحالى

-"وكل ما تمكنت الحضارة الغربية من تحقيقه ولعله خير ما يمكن لأية حضارة أن تصل إليه هو التلطيف من حدة الصراع على السلطان على المسرح الداخلى وتمدين وسائله وتوجيهها نحو أهداف إذا قدر لها أن تتحقق تقلل من مدى تورط حياة أفراد المجتمع فى الصراع من أجل السلطان وحرياتهم "ص13و14 والخطأ هو أن الحضارة الغربية خففت من الصراع على السلطان الداخلى وهو تخريف فالصراع الداخلى موجود فى كل الدول عدا الدولة الإسلامية فالصراع متواجد ما دام فيه ظلم متولد من اختلاف أهداف الناس فى الحياة زد على هذا أن حتى داخل ما يسمى الطبقة الواحدة يوجد صراع على الزعامة والقيادة

-"ولقد باتت حيازة المال فى المجتمعات الداخلية للحضارة الغربية الرمز المعبر البارز عن حيازة السلطان وتحد تطلعات السلطان عند الأفراد عن طريق التنافس على اكتساب المال المنفذ المتحضر لها "ص14 والخطأ هو أن المال رمز السلطان فى المجتمع الغربى وهو قول ليس عاما والسبب هو أن القوة أيا كان نوعها هى التى تفرض السلطان فهناك سلطان مالى وهناك سلطان جسمانى وهناك سلطان سلاحى فالناس تطيع طمعا فى المال أو خوفا من قوة الأخر وسلاحه

-"أول هذه النواميس وأهمها أن القانون الدولى لا يمكن أن يوجد إلا إذا وجد هناك تكافؤ أو توازن فى القوى بين أعضاء الأسرة الدولية " ص75 والخطأ هو أن القانون الدولى يوجد فى حالة توازن قوى بين الدول والحق هو أن القانون الدولى هو قانون الإسلام الذى ينفذ من قبل الدولة الإسلامية العادلة حتى ولو لم يكن هناك توازن قوى لأن الله يطالب أهل الإسلام بالعدل فى كل شىء حتى مع من يكرهونهم مصداق لقوله تعالى "ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى "

-"أما فى المجال الدولى فهناك قوتان ليس إلا تضعان القانون وهما الحاجة والموافقة المتبادلة "ص76 والخطأ هو أن القانون تضعه قوتان الحاجة والموافقة المتبادلة وهو تخريف لأن القانون إذا كان شرعيا تضعه قوة الله وليس الحاجة أو الموافقة المتبادلة فعندما يضع الله قانونا لا يأخذ رأى من يضعه له زد على هذا أن القانون إذا كان إنسانيا فإنه إما مفروض من القوى على الضعيف وإما مرضى عنه من جملة الناس الذى يتكون منهم المجتمع داخليا

-"فالأفراد يعجزون عن تقويض السلام إذا كانت هناك قوة طاغية تجعل أية محاولة لتقويضه مشروعا فاشلا ولا أمل فيه "ج3ص156 والخطأ هو أن القوة الطاغية تجعل أى محاولة لتقويض سلامها فاشلة وهو تخريف لأن الطغاة يسقطون رغم قوتهم وما التاريخ سوى سلسلة لسقوط قوى الطغاة ففرعون الذى طغى سقط وذهبت دولته وكذلك عاد وثمود وقوم لوط(ص)وقوم نوح(ص)وغيرهم

-"ولقد سبق لنا أن بينا أن السيادة حقيقة قبل أن تكون نظرية وأن الشعب الأمريكى ألف مجتمعا أو أسرة دولية قبل أن يخلق دولة "ص188 والخطأ هو أن المجتمع يتكون قبل الدولة وهذا تخريف لأن الدولة ليست سوى المجتمع صحيح أن الدولة ليس لها سلم ثابت فى السلم فهو يبدأ ضعيفا ويقوى أو يظل ضعيفا حتى ينتهى أو يقوى ثم يضعف

ليست هناك تعليقات: