الاثنين، 31 أغسطس 2009

الكتابة العربية

الكتابة العربية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :

هذا كتاب الكتابة العربية .

تعريف الكتابة :

هى رموز مرسومة على أى شىء تشير لأصوات اللغة أى إشارات ترسم كل واحد منها يشير لصوت أو أكثر من أصوات الحديث وقد سماها الله الخط فى قوله بسورة العنكبوت"وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك "ويمكن تعريفها بأنها تحويل الأصوات المعلنة أو المكتومة لأشكال محددة مرئية أو ملموسة وسماها الله السطر بقوله بسورة القلم "ن والقلم وما يسطرون ".

أداة الكتابة فى القرآن :

هى القلم وقد أقسم الله بنون وهى الناس والقلم وما يسطرون أى وما يكتبون فقال بسورة القلم "ن والقلم وما يسطرون "ووسيلة تعليم أدم (ص)هى القلم كما قال بسورة العلق "اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "وكل الأشجار لو تحولت لأقلام أى لأدوات كتابية وتحول ماء البحر لمداد أى حبر لكتابة كلمات وهى إرادات الله لنفدت الأقلام والماء حتى لو جئنا بسبعة أبحر كمداد لكتابة كلمات الله لنفد المداد وفنت الأقلام ولا تنتهى كلمات الله وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "ولو أنما ما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله" وكانت الأقلام هى وسيلة الاقتراع على كفالة مريم (ص)فمن تميز منها كان صاحبه الكفيل وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم "

تعليم أدم (ص)بالقلم :

علم الله أدم (ص)قراءة وكتابة الأسماء أى الألفاظ كلها وكانت وسيلة التعليم هى القلم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "كما قال بسورة العلق "الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ".

قراءة أدم (ص)للكتابة إثبات لتفوقه على الملائكة :

لما أراد الله اختبار الملائكة قال لهم :إنى جاعل فى الأرض خليفة أى إنسان فعند هذا أظهرت الملائكة معارضتها لخلق الإنسان بحجج واهية هى أن الإنسان سيخرب فى الأرض ويسيل الدماء وأخبروا الله أنهم يعبدونه فقال الله لهم إنى أعرف ما تجهلون وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون "لذا أثبت الله لهم تفوق أدم (ص)عليهم بتعليم أدم (ص)القراءة والكتابة ثم أمر الملائكة بالتجمع ثم عرض عليهم الأسماء وهى الألفاظ مكتوبة على لوح وقال لهم أخبرونى بنطق الألفاظ المكتوبة إن كنتم صادقين فى قولكم عن الإنسان ولم تستطع الملائكة النطق فقالوا سبحانك لا علم لنا إلا الذى علمتنا وعند هذا قال لأدم (ص)أخبرهم بنطق المكتوبات فأخبرهم أدم (ص)بها فقال الله للملائكة ألم أحدثكم أنى أعرف غيب السموات والأرض وأعرف ما تظهرون وما كنتم تسرون وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبؤنى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا أدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون "وبهذا أثبت الله للملائكة تفوق الإنسان عليهم وكانت الوسيلة هى القراءة والكتابة .

الإرادات الإلهية والكتابة بالأقلام :

بين الله لنا أن لو ما فى الأرض من شجر تحول لأقلام كتابية وتحولت مياه البحر لمداد أى لحبر يكتب به وتحولت مياه البحار السبعة لحبر لكتابة لإرادات وهى كلمات الله لنفدت المياه والأقلام وما نفدت كلمات الله وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "ولو أنما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله وقال بسورة الكهف "قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا ".

كتابة الديون :

أمر الله بكتابة وهى تسجيل الديون فى الصحف فقال بسورة البقرة "إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه "واشترط أن يكتب الكاتب وهو المدون بالعدل فقال "وليكتب بينكم كاتب بالعدل "وإن المدين عليه إملاء الكاتب مع مراعاة تقوى الله وعدم نقص الدين فقال "وليملل الذى عليه الحق وليتق الله ولا يبخس منه شيئا "وأن ولى السفيه أو الضعيف أو غير القادر عليه أن يملى بالحق وفى هذا قال "فإن كان الذى عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل فليملل وليه بالعدل "ونهانا الله عن السأم وهو الملل من كتابة أى تدوين الديون سواء قليلة أو كثيرة فقال "ولا تسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا لأجله " وبين لنا أن التجارة الحاضرة وهى المدفوع ثمنها ومأخوذ عينها فى نفس الوقت لا يوجد على البائع والشارى ذنب إذا لم يكتبوها أى يسجلوها فى صحف فقال "إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها ".

عجز النبى (ص)عن القراءة والكتابة :

بين الله لنا أن النبى (ص)قبل نزول الوحى عليه كان عاجزا عن تلاوة أى قراءة أى كتاب مخطوط وعاجز عن الخط وهو كتابة الكلمات بيده اليمنى ومن هنا نعلم أفضلية الكتابة باليمنى- وهذا يعنى أنه كان أميا وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت "وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون "وقد تعلم النبى (ص)القراءة والكتابة فيما بعد.

تطور الكتابة العربية :

إن الخط أى الكتابة العربية بدأت بأدم (ص) وكانت الخطوط فى أيامه خالية من العيوب ولم تكن هى ما عليه الآن لأن الخط كان وحيا من قبل الله مصداق لقوله بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "وقد كتبت العربية بخطوط عديدة حيث كان العرب يسكنون ليس فى الجزيرة وإنما فى مناطق شاسعة من العالم والدليل هو أن كل الرسل (ص)المذكورين فى القرآن كانوا يتكلمون العربية ومثال هذا إسماعيل (ص) وأمه فلما هاجروا تكلموا مع سكان مكة والمسافرين بنفس اللغة ولو كانت مختلفة ما استطاعوا التفاهم معهم والمثال الأخر موسى (ص)الذى تكلم مع الفتاتين وأبوهما بمجرد وصوله لمدين بالعربية ولو كانت لغة أهل مصر غير العربية ما قدر على التفاهم معهم وكذلك الأمر مع يعقوب(ص) وأولاده الذين عاشوا فى مصر وما نريد قوله هنا هو أن ما يسمونه الخطوط مثل ما يسمونه الهيروغليفية والهيراطيقية والمسمارية كانت عربية وأما خطوط ما قبل البعثة فيقولون أن لها نقوش عدة منها :

نقش النمارة وهو قصر صغير بالقرب من دمشق لامرىء القيس والله أعلم بصحة النسبة أحد ملوك الحيرة وهو يبدأ بالسطر التالى :تى نفس مر القيس بر عمر ملك العرب كله ذو أسر التج والخط الموجود فى النقش يختلف اختلافات كثيرة فى صور كتابة الأصوات فالسين تكتب و والتاء تكتب والفاء والقاف والراء (الرسم غير موجود لعدم إجادتى الرسم فى الكتابة على الحاسب) .

نقش زيد وهى أطلال بالقرب من حلب .

نقش حران وهو كتاب فوق باب كنيسة فى جبل الدروز ونص النقش :أنا شرحبيل بن ظلموا بنيت ذا المرطول سنة 463 بعد مفسد خيبر بعام وشكل الكتابة هكذا

(الرسم غير موجود لعدم إجادتى الرسم على الحاسب)

والملاحظ هنا أن الإختلافات بين الكتابة الحالية وهذه الكتابة قليل فمثلا العين تكتب 7 بدلا من ع والراء تكتب د بدلا من ر وهى تخلو من النقط وحسب الروايات التاريخية فهى نظام طرأ على الكتابة بعد البعثة المحمدية وله تغييرات هى :

وضع نقط لتشكيل الحروف ونسبوا العمل لأبى الأسود الدؤلى .

وضع علامات لتشكيل الحروف بدلا من النقط وهى ًٌٍَُِ ْ ََََََََََََََُِّ وينسبونه للخليل بن أحمد الفراهيدى .

تمييز الحروف بوضع النقط عليها ونسبوه لنصر بن عاصم ويحيى بن يعمر العدوانى .

وجوب تعديل الكتابة العربية :

برغم ما أدخل على الخط العربى من تجديدات فى التاريخ إلا أنه بحاجة لتجديد أخر يتلافى عيوبه التالية :

1-عدم وحدة القاعدة الكتابية حيث فيها استثناء ومثال هذا القاعدة الكتابية فى حروف المد هى كتابتها ولكن هناك استثناء من القاعدة فمثلا كلمات مثل هذا ،هؤلاء ،أولئك ،ذلك ،لكن حروف المد غير مكتوبة بها والمفروض كتابتها هكذا هاذا ،هاؤلاء ،أولائك ،ذالك ،لاكن .

2-ابتداع حروف كتابية لما لا ينطق فالكلمة لا تكتب كما تنطق مثال هذا اللام الشمسية فتكتب دون نطقها فى كلمات مثل الشمس والساعة والشارع ومثال ذلك الألف بعد واو الجماعة فى الأفعال فمثلا كلمات مثل خرجوا وشربوا تكتب فى نهايتها ألف دون أن تنطق .

3-تعدد طرق كتابة الهمزة والألف فى الحالة الواحدة ومثال ذلك الهمزة المتوسطة فى كلمة يقرؤون تكتب يقرؤون ويقرءون ويقرئون ولكل شكل هنا قانون يجعل الكتابة صحيحة ومثال ذلك أيضا أن الألف تكتب ألفا فى كلمات سما وعلا وتلا وتكتب ياء مثل قضى واصطفى .

4-عدم كتابة بعض ما ينطق مثل الهمزة فى كلمة بسم فالمفروض أن تكتب بإسم ومثل الله وإله فالمفروض اللاه وإلاه حسب النطق.

5- رسم المنطوق على غير ما نطق ومثال ذلك المفعول المطلق فى جمل احترمت المدرس احتراما ولعبت الكرة لعبا فالنون المنطوقة فى أخر الكلمة تكتب ألف وليس نون وهذه العيوب تجعل التلاميذ لا يجيدون كتابة الإملاء إلا بعد فترة طويلة تتجاوز السبعة سنوات غالبا .

كيفية التعديل :

إن التعديل يجب أن يحافظ على نفس أشكال الحروف وأسسه هى :

1-أن نكتب الأصوات برموزها الموضوعة لها أى نكتب كما نتكلم فمثلا ألف التنوين تكتب نون والألف المحذوفة فى هذا تكتب هاذا .

2- أن تكتب الهمزة فى كل أحوالها فى صورة واحدة لا تتغير هى ء وذلك حسب ترتيب نطق الكلمة فمثلا فى الحروف المتصلة تكتب مثل التالى يسءلونك وفى الحروف المنفصلة تكتب مثل يقرءون

3- أن تكتب الألفا ألفا وليست ياء فكلمات مثلا قضى واصطفى تكتب قضا واصطفا .

4- وجوب تشكيل كتب التعليم المدرسى والجامعى مع الاقتصار على الفتحة والضمة والكسرة والشدة والسكون وأما فى الكتب فى غير التعليم وغيرها من وسائل النشر فتكتب بلا تشكيل .

دحض حجج معارضى التعديل :

لن يكتب لهذا التعديل النجاح إلا بقيام الدولة الإسلامية فهو يحتاج لقوة لفرضه ومن يعارضون سيحتجون بالتالى :

-الانفصال بين الناس والتراث وهذا لن يحدث لأن أسس التعديل لا تجلب قواعد لا يعرفها الناس سوى فى الهمزة والألف وهما قاعدتان تتعلمان فى وقت يسير وطباعة الكتب بعد تعديل الكتابة أمر سهل كما أن 90%من كتب التراث تحتوى على خرافات ومقولات تتعارض مع الإسلام ومن ثم فنشرها ليس حتميا وتعلم الكتابة المعدلة سهل فنكتب كما ننطق .

-أن الكتابة مقدسة بمعنى أنها استمدت قدسيتها من كتابة القرآن بها والحق هو أن الكتابة ومنها كتابة القرآن ليست مقدسة وحدها للتالى :

لا يوجد نص يدل على قدسية الكتابة العربية وحدها وإنما قدسية كل الخطوط حيث أقسم الله بما يسطر أى يكتب الناس فقال بسورة القلم "ن والقلم وما يسطرون "ودليل القدسية القسم بالمسطور وهو المكتوب العدل وبفرض قدسية الخط العربى وحده بمعنى أنه لا يجوز تعديله فلماذا قبل الكل تعديلات الفراهيدى ونصر بن عاصم ويحيى بن يعمر والدؤلى ؟لماذا يتحجج القوم على المعدلين بنفس الدعاوى ؟بالطبع لن تجد إجابة على هذه الأسئلة وبفرض قدسية الكتابة بمعنى أنها واجبة من الله لقابلتنا مشكلة هى أن القرآن لن يكون كتاب الله والسبب هو وجود تناقض فى كتابته فمثلا كلمة الأيكة كتبت كتابتين متناقضتين هما الأيكة و لئيكة وهمزة القطع بعد همزة الاستفهام كتبت بصورتين متضادتين هما أءذا ،أإذا ومن ثم فقدسية الكتابة بهذا المعنى غير واردة وأما معنى القدسية فهو قدسية الحق أى العدل المكتوب .

-الحفاظ على المألوف وهى حجة طالما رددها أهل الكفر فى ردودهم على الرسل (ص)حيث تمسكوا بدين الأباء رغم بطلانه وهكذا فإن المعارضين يحتجون بالمحافظة على طريقة الأباء فى الكتابة رغم مساوئها ،إنهم يتمسكون بتصعيب الكتابة على الأطفال رغم أن الله لم يجعل علينا فى الدين وهو الإسلام من حرج أى أذى وطالبنا أن نيسر على أنفسنا فقال بسورة الحج "وما جعل عليكم فى الدين من حرج ".

فوائد التعديل :

فوائد التعديل هى سهولة قراءة وكتابة الكلمات وتوحيد الكتابة العربية فى مختلف البلاد التى تستعملها كخط للغتها وتسهيل مهمة المطابع فى الطباعة وتوفير الوقت والجهد المستخدم فى تعليم وتعلم القراءة والكتابة توفيرا كثيرا وتسهيل مهمة المسلم الذى لا يتكلم العربية فى تعلمها.

هل الكتابة العربية مقدسة ؟

إن المقدس هو الحق والخط الحالى به عيوب أى باطل ومن ثم فهو ليس مقدسا إلا إذا تلافى العيوب وكتب به الحق وحده وأسباب عدم حرمة تغيير الخط العربى هى :

وجود تعديلات أدخلت عليه من قبل وما يقبل التغيير يجوز تغييره فى أى وقت لوجود عيوب به ووجود عيوب فى الخط وأنه ليس وحيا من عند الله .

وجوب تعديل كتابة القرآن :

إن تعديل الأساس يوجب تعديل الفروع والمراد أن الأساس وهو الكتابة العربية إذا تم تعديلها فالواجب تعديل فروعها وهى الكتب التى كتبت بها ومنها القرآن وكتابة القرآن الحالية ليست مقدسة للتالى :

اختلاف بعض كلماتها فى الكتابة مع وحدة النطق مثل الأيكة ولئيكة وأءذا وأإذا .

أن القرآن لم يكن منقوط ثم أصبح منقوط ولم يكن مشكلا فأصبح مشكلا .

أن صحف القرآن مزينة بما لا أساس له فى القرآن من الزخارف فلو أننا قلنا أن تعديل الكتابة لا أساس له فى القرآن لوجب إدخاله على كلمات القرآن المكتوبة كما دخلت الزينة المصحف .

توحيد أبجدية الشعوب الإسلامية :

كثير من شعوب الأمة الإسلامية يكتبون لغاتهم بالحرف العربى منذ زمن طويل وأتى بعض الخونة فغيروه لخطوط أخرى ومن ثم وجب على المسلمين توحيد خطوط لغاتهم ومادام الخط العربى هو المنتشر والمكتوب به القرآن فقد وجب أن يكون هو خط لكل الشعوب وذلك يسهل مهمة تعلم اللغة العربية وقراءة المسلمين من غير متحدثى العربية للمصحف ويوفر وقتا وجهدا كبيرا ومما ينبغى قوله :

أن اللغات فى الدولة الإسلامية كلها سواء فى حرية التحدث بها فى أى وسيلة إعلامية واللغة العربية هى اللغة الثانية فى كل الولايات الإسلامية التى لا تتحدث بها وتعديل الخط العربى فى العربية يستوجب تعديلات فى اللغات الأخرى التى تكتب به .

علامات الترقيم هل تعدل أم تلغى ؟

علامات الترقيم مجهولة التاريخ وما فى الكتب عنها شذور هنا وهناك ومنها ما قاله القلقشندى فى صبح الأعشى من أن متحدثى العربية "وضعوا كتابا واحدا وجعلوه سطرا واحدا موصول الحروف غير متفرق ثم فرقه ثبت وهميع "فعلامة الترقيم هنا هى فصل الكلمات عن بعضها وهو ما يسمى البياض أو الفراغ بين الكلمات وهو قول خرافى ووضع علماء الحديث الضبة وهى علامة التنصيص لفصل كلام الرسول (ص)من غيره ثم وضع القراء والنحاة كما يقال علامات الوقف والابتداء فى قراءة القرآن منها الإيضاح فى الوقف والإبتدا للأنبارى والقطع والاستئناف لابن النحاس .

وتناول أحمد زكى فى كتابه الترقيم وعلاماته فى اللغة العربية وعبد الرءوف المصرى فى كتابه الترقيم والإيقاع الموضوع وعليهما تعتمد الكتب المدرسية والجامعية فى علامات الترقيم وهى لا تستعمل حاليا إلا فيهما وفى نصوص كتب الحديث واللغة ويجب أن نلغى معظم هذه العلامات لتشكيلها صعوبة طباعية وقلة استعمالها ونستعيض عنها بالتالى :

ترك السطر الذى فيه كلام أى متحدث فارغا دليل على انتهاء كلامه .

يوضع أى كلام منقول بنصه بين علامتي تنصيص .

ترك فراغ فى سطر دليل على انتهاء الفقرة .

وضع علامة الاستفهام فى نهاية الأسئلة .

ويمكن إبقاء علامات الترقيم بشرط كتابتها بلون مخالف لألوان حروف الكتابة وتشكيلها .

أبجدية جديدة :

لو فكر إنسان ما فى إلغاء الكتابة العربية الحالية وهو ما لا نقره لاحتجنا لأبجدية جديدة يتميز كل صوت فيها بصورة واحدة لا تتغير وحروفها تكتب من أسفل أو أعلى فقط ويمكن كتابتها متصلة أو منفصلة

والحمد لله أولا وأخرا .

الأحد، 30 أغسطس 2009

الحكم فى الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحكم فى القرآن
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسل الله وبعد
هذا كتاب الحكم فى القرآن :
بما نحكم؟
إن الله طلب منا أن نحكم أى نقضى فى كل قضايانا بما أنزل أى بما أوحى أى بما رآه الله وهو القسط وهو العدل وهو الحق وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "وان احكم بينهم بما أنزل الله" قال بسورة النساء "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله "وقال بسورة المائدة "فاحكم بينهم بالقسط"وقال بسورة النساء "وإذا حكتم بين الناس أن تحكموا بالعدل "وقال بسورة ص"فاحكم بين الناس بالحق "
كفر من لم يحكم بما أنزل الله :
إن الذى لا يحكم أى لا يقضى أى لا يعمل بما أنزل الله من الأحكام هو ظالم أى فاسق أى كافر وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون "و"فأولئك هم الفاسقون "و"فأولئك هم الكافرون "
من الأحسن حكما ؟
إن الأحسن حكما وهو الأعدل قضاء هو الله لمن يؤمن بحكمه وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون "
حكم الجاهلية :
إن الكفار يبغون حكم وهو قضاء الكفر وفى هذا قال بسورة المائدة "أفحكم الجاهلية يبغون "وفسر هذا بأنهم يريدون التحاكم أى التقاضى عند الطاغوت وهو الكفر وقد أمروا أن يكذبوا به وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به "
حكم أهل التوراة :
إن الله أنزل التوراة فيها الهدى أى النور يحكم أى يقضى بها الرسل الذين أسلموا بين اليهود ويحكم بها الربانيون والأحبار وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار "
حكم أهل الإنجيل :
قال الله للنصارى ليحكم أى ليقضى أهل الإنجيل بما قضى الله فيه بينهم وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه "
الحكم لكتاب الله عند الخلاف
بين الله للمسلمين أن ما اختلفوا فى حكمه من قضية فحكمه أى فقضاؤه فى كتاب الله يعملون به فينتفى الخلاف وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله "
الصبر لحكم الله :
طلب الله من كل مسلم أن يصبر لحكم ربه والمراد أن يخضع لقضاء الله فيعمل به وفى هذا قال تعالى بسورة الطور "واصبر لحكم ربك "وقال بسورة القلم "فاصبر لحكم ربك "
هل للكفار ما يحكمون ؟
سأل الله وغرضه من السؤال إخبار الكفار أن ليس لهم أيمان على الله حتى يوم القيامة أن لهم ما يحكمون أى ما يريدون من الرحمة وفى هذا قال تعالى بسورة القلم "أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون "
ماذا نفعل إذا اراد الكفار تحكيمنا بينهم ؟
إن الكفار إذا أتوا للمسلم فعليه أن يحكم أى يفصل بينهم بحكم الله أو يعرض عنهم أى يرفض الحكم بينهم وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم "وإذا اختار الحكم بينهم عليه الحكم بالقسط وهو حكم اللخ وفى هذا قال بنفس الآية "وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط "
فيما يتم الحكم ؟إن الناس يحكمون أى يتقاضون للنبى(ص)فى الذى شجر بينهم وهو خصامهم وهو اختلافهم وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم "
حكام المشاكل الزوجية :
إذا حدث خلاف أى شقاق بين الزوجين وجب على الأهل بعث حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة للإصلاح بينهما وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها عن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما "
حكام الصيد :
إن من يقتل الصيد وهو حاج أو معتمر عليه عدد من الأنعام للعدد الذى اصطاده وهو حكم يحكم أى يقضى به اثنين من العدول المسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة"لا تقتلوا الصيد وانتم حرم "ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم "
أحكم الحاكمين:
إن الله هو أحكم الحاكمين أى أعدل القضاة وفى هذا قال تعالى بسورة التين "أليس الله بأحكم الحاكمين "
بماذا يحكم الله ؟
إن الله يحكم أى يقضى ما يريد من الإرادات وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "إن الله يحكم ما يريد"
ماذا أعطى الله الرسل ؟
أعطى الله الرسل الكتاب وهو الحكم أى النبوة أى القضاء فقال بسورة الأنعام "أولئك الذين أتيناهم الكتاب والحكم والنبوة "
لمن الحكم ؟
إن الحكم وهو القضاء فى قضايا البشر وكل الخلق لله وحده وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام"إن الحكم إلا لله "و"ألا له الحكم "

الجمعة، 28 أغسطس 2009

حكايات رياضية

حكايات رياضية
1- أين العقل السليم ؟
جلست أنا وأصحابى فى ركن من قاعة الرياضة بالكلية وقد استرخى كل واحد على كرسيه وفجأة تساءل على فقال ما السبب فى فوز أحمد بمباراة اليوم ؟فأجاب سمير السبب هو أن العقل السليم فى الجسم السليم فتساءلت وضح فقال سمير الحكمة تقول هكذا وأحمد يملك جسما سليما بينما منافسه السيد جسمه به إصابات فضحكت وقلت العقل السليم فى الجسم السليم ليست بحكمة وإنما هى جهل فقال محمود متعجبا ماذا تقول ؟قلت إن هذه المقولة تعنى أن العقلاء فقط هم من يملكون أجسام سليمة وهذا يعنى أن كل إنسان مصاب بمرض أو بعاهة إنما هو مجنون لأنه لا يملك جسدا سليما وتعنى أيضا أن الإنسان عندما يصاب بمرض ما فإنه يفقد عقله لأنه فقد شرط العقل وهو سلامة الجسم فقال السيد كيف لم نفكر فى خطأ القولة واعتبرناها حكمة بينما هى جهل فقلت إننا لو صدقنا المقولة لوجب علينا أن نكذب القرآن فتساءل سمير فسر ما تقول فأجبت عن القرآن فى سورة عبس مثلا مدح إنسان جسمه ليس سليما هو الأعمى فقال "وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى "وبذلك المدح اتضح أن الأعمى كان عاقلا ولكن حسب المقولة يصبح مجنون لأن جسمه ليس سليما وأيضا مدح الله المرضى الذين نصحوا لله ورسوله بأن سماهم المحسنين فقال بسورة التوبة "ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم "وبهذا المدح عرفنا أنهم عقلاء ولكن المقولة تعنى أنهم مجانين لأنهم لا يملكون الأجسام السليمة فضحك محمود وقال يجب أن نشن حملة إعلامية لتعريف الناس أن العقول السليمة موجودة فى الأجسام العليلة كما فى الأجسام السليمة فقلت ولا تنسوا شطب ومسح تلك المقولة من على جدران النوادى والمدارس والكليات فحملق سمير فى الجدار وظهرت على وجهه علامات استغراب وقال بصوت سمعه الكل أنا مجنون لما أمرض لأن جسمى ليس سليما يخرب بيت من قال تلك المقولة .

الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

لماذا نحتاج إلى وجود الإله ؟

لماذا نحتاج إلى الإله ؟

هل نحتاج لوجود الله؟نعم لماذا نحتاج لله أى لماذا يكون وجود الله ضرورة لازمة لا يستغنى عنها ؟الجواب أسباب كون وجود الله ضرورة لازمة كثيرة منها :

أن الناس يحتاجون للغات ليتفاهموا مع بعضهم البعض والناس لا يقدرون على عمل لغة لأنهم وتلك الحالة لم تكن موجودة ولكنها فرض خيالى- لن يستطيعوا أن يتفقوا على الألفاظ ومعانيها لأنهم فى تلك الحالة لا يوجد بينهم وسيلة إتصال للتفاهم فحتى الإشارة لو تفاهموا بها لن تجدى لأن إشارة مثل رفع إصبعين تعنى النصر أو تعنى العدد 2 وقد تعنى شىء أخر مما يجعل إيصال المراد شىء بعيد والله هو خالق اللغات ولذا كان وجوده لازما لكى يقدر الناس على الاتصال والتفاهم من خلال اللغات التى خلقها .

الناس يحتاجون للشريعة لكى يتعاملوا مع بعضهم البعض فلو أن الله ترك الناس بدون شريعة أو لو لم يكن موجودا لسار كل واحد على هواه ونتيجة ذلك ستكون هى فناء النوع الإنسانى وذلك لأن الأهواء كلها متضادة ولذا كان إنزال الشريعة من عند الله وهذا يدلنا على ضرورة وجود الله

لو لم يكن الله موجودا لكان الكون قد فسد منذ أن بدأ لماذا ؟ لأن كل كائن سيسير على هواه مما سيجعل الكائنات كلها تتصارع لأن كل منها يرى نفسه الأقوى والأجمل والأفضل ومما سيجعل كل كائن يصنع ما بدا له فمثلا الشمس تشرق من الغرب أو الجنوب أو الشمال أو تترك مدارها نهائيا لمكان أخر ومثلا الأرض بدلا من ترك كائناتها تحيا تقتلهم فتغرقهم بالمياه وتضربهم بالزلازل والبراكين وبدلا من أن تظل كمركز للكون تترك مكانها وتذهب كما يحلو لها ،إذا وجود الله ضرورة لازمة لكى يخضع كل كائن للقوانين التى سنها له وذلك حتى ينتظم عمل الكون ويصبح بديعا متناسقا

إن الناس يحتاجون للنبات من أجل الطعام فماذا لو كان النبات قد قرر فى حالة عدم وجود الله-ألا يطلع ثمار أو قرر أن يموت نهائيا ؟وكذلك الناس يحتاجون للحيوان من أجل الطعام فماذا لو قرر الحيوان بكل أنواعه فى البر والبحر فى حالة عدم وجود الله- ألا يتناسل أو أن يهاجم الناس أو أن يجعل نفسه طعاما ساما للناس ؟

إذا وجود الله لازم حتى يرزق الناس وغيرهم لأن لو ترك الأمر للكائن النباتى أو الحيوانى فسيجعل الأمور تختل لأن كل كائن منها سيمشى على هواه ،إن الناس يحتاجون للماء فماذا لو قرر الماء أن يتجمد كله أو أن يتبخر كله ؟طبعا سيموت الناس والكائنات كلها لأن الماء سر الحياة لذا كان وجود الله لازما لكى لا يتحكم مخلوق فى بقية الخلق فيميتهم ،إن الموت يأتى على الصغير والكبير وعلى المعافى وعلى المريض ولذا عندما يقال عن الموت يحدث بأسباب كالمرض والشيخوخة سيكون القول كاذب لأن الموت يأتى على المعافى والصغير فلو لم يكن الله موجودا لكان أمر الموت مختلفا

إن الناس يحتاجون للإحساس بالعدل ولو لم يكن الله موجودا لكان الوضع كالتالى :الظالم يظل سائرا فى ظلمه والمظلوم لا يجد من ينصفه ويظل الأمر كذلك وبالطبع ليس معقولا أن يظل الظالم متمتعا على حساب المظلوم لذا كان لابد من وجود الله ليحاسب الكل فيعطى المظلوم حقه ويعاقب الظالم على ظلمه ،إن الناس يحتاجون للهواء فماذا لو قرر الهواء فى حالة عدم وجود الله- أن يترك جو الأرض للفضاء ؟قطعا سيحدث الموت للكل ولهذا كان وجود الإله ضرورة لكى لا يتحكم مخلوق فى بقية المخلوقات

إن الإنسان مركب من أجهزة بأشكال معينة فماذا لو قرر مثلا الأنف فى حالة عدم وجود الإله- أن يكون فى القفا أو قرر سد فتحاته ؟وماذا لو قرر مثلا الفم فى نفس الحالة أن يكون فى البطن وأن اللسان فوق الفكين وليس بينهما ؟إن الشكل فى هذه الحالة ليس متوقعا لو سار كل عضو على هواه ولذا كان لابد من وجود الله الذى يأمر كل عضو بعمل وظيفة ما والذى يشكل كل عضو حسب ما يريد والذى جعل لكل عضو مكان فى الجسم

إن وجود الإله ضرورة لازمة والأدلة كثيرة وما سقناه هنا غيض من فيض كما يقال