الاثنين، 17 أغسطس 2009

قيام الليل فى القرآن

قيام الليل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسل الله وبعد :

هذا كتاب عن قيام الليل فى القرآن .

ماهية القيام :

إن قيام الليل هو الاستيقاظ ليلا لقراءة القرآن ولذا قال تعالى بسورة المزمل "قم الليل إلا قليلا "أى تيقظ الليل إلا وقت قليل منه وقال بنفس السورة "إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه "والمعنى إن إلهك يعرف أنك تصحو أقرب من ثلثى الليل ونصف الليل وثلث الليل وهذا هو المعنى لقيام الليل .

أسماء قيام الليل :

إن للقيام اسمين :الأول :قيام الليل وهو المذكور بقوله بسورة المزمل "قم الليل إلا قليلا "وفى قوله "يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل " الثانى التهجد وقد ورد بسورة الإسراء بقوله "ومن الليل فتهجد به نافلة لك ".

القيام فرض على من ؟

أن القيام فرض أى واجب على الرسول (ص)فقط مصداق لقوله بسورة المزمل "يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا "والمزمل هو الرسول (ص)

هل القيام فرض على المسلمين ؟

القيام ليس فرض على المسلمين وإنما هو لمن أراد القيام به وأما من لم يرد عمله فلا شىء عليه والسبب فى عدم فرضه هو أن الله علم أن المسلمين منهم المرضى والضاربون فى الأرض أى الساعون فى الأرض وراء الرزق والمقاتلون فى سبيل الله وهؤلاء يمنعهم المرض والضرب والقتال من الاستيقاظ فى الليل إلا المضطر بسبب الألم أو بسبب مراقبته للعدو أو حربه له وفى هذا قال تعالى بسورة المزمل "علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وأخرون يقاتلون فى سبيل الله "والدليل على عدم فرضه هو أن طائفة أى جماعة من المسلمين هى التى كانت تفعله مع النبى (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة المزمل "إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك ".

أنواع القيام :

لقيام الليل عدة أنواع :

1-قيام ثلثى الليل وهذا يعنى الاستيقاظ لمدة تقدر بثلثى الليل وفى ذلك قال تعالى بسورة المزمل "يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل "وسماه الله الزيادة على النصف فى قوله بنفس السورة "قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ".

2-قيام نصف الليل وقد ورد بقوله بسورة المزمل "قم الليل إلا قليلا نصفه "و"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه "وسماه الله الإنقاص من النصف وفى هذا قال بسورة المزمل "قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا"وبالقطع الثلث والثلثين يختلفان من بلد لأخر لاختلاف الليل فى الطول الزمنى من بعض البلاد إلى البعض الأخر .

3-قيام ثلث الليل وفى هذا قال تعالى بسورة المزمل"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه" وسماه النقص من النصف فقال" قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا

ماذا تفعل فى قيام الليل ؟

يطلب الله من المسلمين الصحو ليلا ليس كما يزعم البعض للوقوف على الأرجل حتى تتورم وإنما طلب ذلك من الرسول(ص)للتالى ترتيل القرآن وفى هذا قال تعالى بسورة المزمل "قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا "وبألفاظ أخرى قراءة ما تيسر من القرآن وفى هذا قال تعالى بنفس السورة "إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن "وبألفاظ أخرى التهجد بالقرآن وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "إن قرآن الفجر كان مشهودا ومن الليل فتهجد به نافلة لك "والضمير فى كلمة به عائد على قرآن الفجر أى قرآن النور ،إذا فنحن نصحو الليل للأتى قراءة القرآن أى قراءة ما تيسر من القرآن أى قراءة ما نقدر على قراءته من القرآن وفى هذا قال تعالى بسورة المزمل "فاقرءوا ما تيسر من القرآن "و "فاقرءوا ما تيسر منه "وقد علم الله أن المسلم لا يستطيع أن يحصيه أى يقرؤه كاملا فى وقت الليل ولذا طالبنا بقراءة ما نقدر عليه فقال "علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن "وبالطبع المراد بالقراءة هنا ليس مجرد التلفظ بالألفاظ أو قراءتها بالعين فى الصحف وإنما المراد هو فهم المقروء وهذا معناه بألفاظ أخرى دراسة المقروء .

قيام الليل زيادة للرسول (ص):

لقد فرض الله على رسوله (ص)التهجد بالقرآن والمراد قراءة القرآن فى الليل والسبب هو أنه نافلة له أى واجبا عليه ونتيجة التهجد بالقرآن هى أن يبعث الله رسوله (ص)مقاما محمودا وهو الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "إن قرآن الفجر كان مشهودا ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ".

أعباء قيام الليل :

بين الله لنا أن ناشئة أى قومة أى قيام الليل هو أشد وطئا أى أكثر صعوبة وهذا يعنى أن الإنسان يعانى صعوبة فى التغلب على النوم وهى صعوبة كبرى ولكن مع ذلك قيام الليل هو أقوم قيلا أى أعدل قولا وهذا يعنى أن الليل يجعل الإنسان يفهم أحسن الفهم للقرآن وفى هذا قال تعالى بسورة المزمل "إن ناشئة الليل هى أشد وطئا وأقوم قيلا ". .

القيام من صفات المسلمين :

من صفات المسلمين قيام الليل والمراد قراءة القرآن فى الليل أى قلة الهجوع أى النوم فى الليل وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات "كانوا من الليل ما يهجعون "والقليل المراد به هو نوم ثلثى الليل أو نصف الليل أو ثلث الليل وقد وصفهم الله بسورة أخرى بأن جنوبهم تتجافى عن المضاجع أى تبتعد أجنابهم عن أماكن النوم وفى هذا قال تعالى بسورة السجدة"تتجافى جنوبهم عن المضاجع ".

ليست هناك تعليقات: