الأربعاء، 12 أغسطس 2009

النوم فى القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

النوم

الحمد لله وكفى وبعد :

هذا مقال عن النوم

خلق الله النوم راحة للبدن وجعله يحدث فى أى وقت من أوقات اليوم ليلا ونهارا

ماهية النوم

هو عدم الاتصال بمعنى أن الإنسان لا يقدر على التكلم ولا على السمع والتكلم يعنى القدرة على القول والإشارة والسمع يقصد به القدرة على فهم ما يريد الأخرون سواء كان قول أو إشارة ومعنى هذا بألفاظ أخرى أن نفس الإنسان تكون غير موجودة مع جسده وإنما هى فى مكان أخر يعلمه الله ولذا قال تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "والمراد قوله "ويرسل الأخرى"أى يرسل النفس النائمة لجسدها وكلمة يرسل تعنى وجود النفس بعيدا عن الجسد ولذا يتم بعثها أى إرسالها وطبقا للآية فإن نفس الميت لا تعود لجسمه بينما نفس النائم تعود إليه

الله لا ينام:

إذا كان الخلق ينامون فالله لا ينام مصداق لقوله بسورة البقرة "لا تأخذه سنة ولا نوم "وعدم نوم الله يعود للتالى :

-أن معنى نومه هو وجود قوة أعظم تتحكم فيه فتسلب منه نفسه

-أن معنى نومه حاجته للراحة لأنه متعب وطبعا الله لا يتعب ولا يلغب وفى هذا قال تعالى بسورة ق"وما مسنا من لغوب "

-أن معنى نومه كونه جاهل لا يعرف ما يحدث أثناء غيابه فى النوم والله عليم يعلم كل شىء

متى يحدث النوم ؟

ليس للنوم موعد حدوث ثابت فهو مثل الموت والرزق ومن ثم فالنوم يحدث فى أى وقت من أوقات اليوم نهارا أو ليلا ولذا قال تعالى بسورة الروم "ومن آياته منامكم بالليل والنهار "إذا فالنوم يحدث ليلا ونهارا عندما تتوافر أسبابه الداعية إليه

سبب النوم:

هو وجود عدد ساعات يقظة لأعضاء الجسم فإذا انتهت وجب إراحتها من العمل وإلا حدث ضرر للجسم وهذا السبب نسميه التعب وهو درجات متنوعة تبدأ بالأخف وتنتهى بالأثقل وفى إراحة النوم قال تعالى بسورة الفرقان "وهو الذى جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا "فالنوم سبات أى راحة

أشكال النوم

اشكال النوم أى هيئات النائمين هى 1- على الجانب الأيمن2- على الجانب الأيسر 3- على الظهر 4- على البطن وقد خلق الله كل مخلوق على طبيعة معينة فى النوم فالإنسان يتقلب على الأوضاع الأربعة بينما مخلوق مثل الكلب ينام على بطنه أى على جنبيه فقط والسبب هو شكل عظام المخلوق وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد "ومما ينبغى قوله أن النوم الصحى هو التقلب على مختلف الأوضاع وكما يقول المثل كل واحد ينام على الجنب المريح له

رؤيا المنام :

الرؤيا هى الحلم وهى أحداث يراها الإنسان أثناء النوم وهى عبارة عن رموز لما يحدث فى المستقبل والرؤى لا تحدث إلا فى المنام مصداق لقوله تعالى بسورة الصافات "إنى أرى فى المنام"وقوله بسورة الأنفال "إذ يريكهم الله فى منامك "وهذه الرؤى لا تعنى وجود اتصال إنسانى أى وجود اتصال من النائم بغيره كلاما أو سمعا وإنما هى اتصال من الغير الممثل فى المخلوق الذى كلفه الله بإبلاغ هذه الرؤى

فائدة النوم

هى السبات أى الراحة والمراد تجديد نشاط الأعضاء لتعمل من جديد وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ"وجعلنا نومكم سباتا "

النوم أمنة من الله :

النعاس وهو النوم أمنة أى طمأنينة من الله فالنوم يزيح ما يغم الإنسان من المتاعب جانبا وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "ثم أنزل من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم "فلولا النوم لظلت نفس الإنسان مهمومة بالمتاعب وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال "إذ يغشيكم النعاس أمنة منه "

عادة الإنسان فى النوم :

هى التقلب وهى التحرك على كل الأجناب لأن الثبات على جنب يتعبه غالبا وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال "

قلة الهجوع :

المتقون وهم المسلمون من أفعالهم قلة الهجوع أى قلة النوم فى الليل وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون "والسبب قيامهم الليل فى قراءة القرآن وفى هذا قال تعالى بسورة المزمل "إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن "

ليست هناك تعليقات: