السبت، 15 أغسطس 2009

القعود فى القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

القعود فى القرآن

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسل الله وبعد

هذا كتاب القعود فى القرآن

ذكر الله والتفكير والقعود:

إن أولى الألباب يذكرون الله والمراد يطيعون الله قياما وقعودا والمراد وهم جلوس وهم رقود على جنوبهم ويفكرون فى خلق السموات والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض "

القعود والحديث مع الكفار :

بين الله للمسلمين فى الكتاب أنهم إذا سمعوا أحكام الله يكفر بها ويسخر منها فعليهم ألا يقعدوا معهم والمراد ألا يجالسوا الكفار أى يتركوا مكان الكفار لمكان أخر حتى يتكلموا فى موضوع أخر ومن يقعد مع الكفار يكون كافر مثلهم وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا حتى يخوضوا فى حديث غيره إنكم إذا مثلهم "وفى آية أخرى بين للنبى (ص)أن واجبه أن يعرضوا عن الكفار حتى يتكلموا فى موضوع أخر وأما إذا أنساه الشيطان فلا يقعد والمراد فلا يجلس بعد الذكرى مع الكفار وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وإذا رأيت الذين يخوضون فى آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا فى حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين "

الإفساح فى المجالس :

بين الله لنا أن الواجب على المسلم إذا قيل له تفسحوا فى المجلس والمراد توسعوا فى المجلس أى اجلسوا اخوانكم بجانبكم ولا تأخذوا من أرض المجلس أكثر من حجم أجسامكم فعليه أن يفسح أى يوسع لغيره وثواب المفسح هو إفساح الله للمسلم أى إعطاء الله المسلم العطاء الحسن وفى هذا قال تعالى بسورة المجادلة "يا أيها الذين أمنوا إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فافسحوا يفسح الله لكم "

النشوز فى المجالس :

وضح الله لنا أن الواجب على المسلم إذا قيل له انشز من المجلس والمراد قم من المجلس أن يقوم والسبب هو ألا تحدث مشكلات بينه وبين الآمر إذا اعترض على هذا الأمر وفى هذا قال تعالى بسورة المجادلة "يا أيها الذين أمنوا إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فإفسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا "

القعود على الصرط:

إن القعود على الصراط وهو الجلوس فى الطرقات حكمه هو ألا يقوم القاعدون بالوعيد ويصدون عن سبيل الله من صدق بها مريدين العوج وهو الظلم وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغون عوجا "

منكر المجالس :

بين لوط(ص)لقومه أن أفعال قومه السيئة هى إتيان الرجال وقطع السبيل وإتيان المنكر فى النادى أى ارتكاب الفاحشة فى المجلس الذى يجلسون فيه وقطعا هذا نهى عن هذه الأفعال السيئة وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت "أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون فى ناديكم المنكر "

القاعدون والمجاهدون :

بين الله لنا أن القاعدون وهو المقيمون فى البلاد من المؤمنين غير أهل العاهات لا يتساوون مع المجاهدين وهم المقاتلين فى سبيل الله فى الدرجة فالمقاتلون أعلى منهم درجة فى الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما "

بنو إسرائيل وحب القعود:

لما قال موسى(ص)لبنى إسرائيل يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين كان رد الكل عدا رجلين هو يا موسى لن ندخل الأرض المقدسة ما دام الجبارين فيها فعليك أن تذهب مع إلهك فتقاتلا وأما نحن فنحن هنا قاعدون أى مقيمون لم نتحرك لها وفى هذا قال بسورة المائدة "قالوا يا موسى إنا لن ندخلها ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون "

المنافقون والقعود عن الجهاد:

بين الله لنبيه(ص)أن أهل النفاق لو أرادوا الخروج أى الجهاد لأعدوا عدة القتال ولكنهم لم يفعلوا شيئا ولذا تواصوا فقالوا لبعضهم اقعدوا مع القاعدين أى ابقوا فى البلدة مع الباقين وفى هذا قال بسورة التوبة "ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين "

المخلفون والقعود:

فرح المخلفون بمقعدهم وهو إقامتهم وراء نبى الله وقد مقتوا أن يحاربوا بأموالهم وأنفسهم فى نصر دين الله وقالوا لا تخرجوا فى القيظ وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله وقالوا لا تنفروا فى الحر "

القعود ثم الاستئذان للخروج :

بين الله لنبيه(ص)أن طائفة من المنافقين سيعود هو إليهم وعند ذلك سيطلبون منه الخروج أى الجهاد معه وعند ذلك يحب أن يقول لهم لن تخرجوا معى أبدا أى لن تقاتلوا معى عدوا والسبب أنكم فرحتم بالقعود أى بالإقامة فى البلدة أول مرة فاقعدوا أى فأقيموا مع المقيمين وفى هذا قال بسورة التوبة "فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستئذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معى أبدا ولن تقاتلوا معى عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين "

السورة والقعود:

وضح الله لنبيه(ص)أن الوحى إذا نزل بسورة تقول أمنوا بالله وقاتلوا مع نبيه (ص)طلب الكفار أصحاب الطول وهو الغنى منهم الإذن بالقعود فقالوا اتركنا نكن مع القاعدين وهم المتخلفين عن الخروج للجهاد وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "وإذا أنزلت سورة أن أمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استئذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين "

إعداد المجلس :

إن امرأة العزيز لما سمعت بمكر نسوة المدينة أرسلت لهن للحضور عندها واعدت لهن متكئا أى مجلسا وأعطت كل واحدة منهن سكينا وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف "فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهن متكئا وأتت كل واحدة منهن سكينا"

الشيطان والقعود على الصراط المستقيم :

قال الشيطان لله بالذى أغويتنى لأقعدن أى لأبعدنهم عن الدين الحق وفى هذا قال بسورة الأعراف "قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم"

القواعد من النساء :

إن القواعد من النساء وهن الممتنعات من النساء عن النكاح ليس عليهن عقاب أن يخففن ثيابهن غير مظهرات لعورة وأن يتركن التخفف أفضل لهن وفى هذا قال تعالى بسورة النور"والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن "

قواعد البيت :

بوأ الله لإبراهيم(ص)والمراد أظهر الله له مكان البيت وبناء على ذلك قام مع ابنه إسماعيل (ص)برفع قواعد أى جدران البيت وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا "

مقاعد الجن للسمع :

قالت الجن وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع أى وإنا كنا نجلس فى أماكن للسمع وفى هذا قال تعالى بسورة الجن "وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع "

القعود فى النار :

نهى الله المسلم عن عبادة إله أخر مع الله حتى لا يقعد أى يقيم معذبا مهانا وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "لا تجعل مع الله إلها أخر فتقعد مذموما مخذولا "

القعود والغل والبسط :

نهى الله المسلم فقال ولا تجعل نفسك مغلولة لعنقك ولا تمدها كل المد فتقعد اى فتقيم ملوما خاسرا وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا "

مقاعد القتال :

خرج النبى (ص)من عند أهله أن يبوىء أى يحدد للمسلمين مقاعد أى أماكن للقتال وفى هذا قال تعالى بسورة أل عمران "وإذ غدوت من اهلك تبوىء المؤمنين مقاعد للقتال "

ليست هناك تعليقات: