الاثنين، 10 أغسطس 2009

أصل الكون

أصل الكون

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :

هذا مقال عن أصل الكون فى القرآن وهو يبحث فى أصل الكون الذى نعيش فيه من خلال نصوص القرآن :

أصل الكون :

إن أصل الكون أى السموات والأرض هو الماء فمن الماء تكونت الحياة على اختلاف أشكالها وأنواعها وقد أخبرنا الله بهذا فى عدة سور منها :

-سورة هود حيث يقول "وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء " ومعنى جملة "وكان عرشه على الماء"هو وكان ملكه وهو السموات والأرض مخلوقين من الماء.

-سورة الأنبياء حيث يقول "وجعلنا من الماء كل شىء حى "فأصل الأحياء وللعلم فأحياء البرزخ هم أموات الدنيا- هو الماء .

-سورة النور حيث يقول "والله خلق كل دابة من ماء "فكل مخلوق أصله هو الماء ومن هنا نعلم الحقيقة التالية:

أن كل مخلوق فى الكون يتكون من أجزاء الماء بنسب معينة تختلف من نوع إلى أخر ومن ثم فتفسير اختلاف المخلوقات هو اختلاف نسب أجزاء أى مكونات الماء فيها وطبعا تم خلق الماء عن طريق كلمة كن مصداق لقوله بسورة مريم "سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ".

خطوات خلق الكون :

خلق الله السموات والأرض على خطوات تتمثل فى التالى :

1-خلق الرتق وهو أصل الكون الممثل فى الماء .

2-فتق الرتق والمراد فصل الماء لقسمين هما السموات والأرض وفى هذا قال بسورة الأنبياء "أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما"وقد استغرق خلق السموات والأرض يومين مصداق لقوله بسورة فصلت "قل إأنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين "و"فقضاهن سبع سموات فى يومين "وقد تم خلق السموات والأرض فى وقت واحد بدليل أن الله قدم مرة خلق السماء على الأرض فى الحديث فقال بسورة النازعات "أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها "وجملة "والأرض بعد ذلك دحاها "تعنى والأرض مع السماء خلقها ومرة قدم خلق الأرض على السماء فى الحديث فقال بسورة فصلت "قل إأنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسى من فوفها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات فى يومين "

3-تقدير أقوات الخلق فى الأرض استغرق التقدير أربعة أيام لقوله بسورة فصلت "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين ".

الوقت المستغرق فى خلق الكون :

استغرقت عملية خلق الكون وقت قدره ستة أيام وفى هذا قال بسورة يونس "إن ربكم الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام "وللتوضيح نقول أن الله خلق الأرض فى يومين وفى هذا قال تعالى بسورة فصلت "قل إأنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين "وفى نفس اليومين خلق السموات وفى هذا قال بنفس الآية "فقضاهن سبع سموات فى يومين "وعلى هذا فإن خلق السموات والأرض استغرق يومين من الستة وأما أقوات المخلوقات فقد استغرق تقديرها أربعة أيام مصداق لقوله بسورة فصلت "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "والستة أيام إلهية أى بحساب البشر 6000 عام لأن اليوم الإلهى يساوى1000 عام من أعوام البشر مصداق لقوله بسورة الحج"وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ".

سبب خلق الكون :

إن سبب خلق الكون هو إبتلاء الخلق - والمراد الإنس والجن -أيهم أحسن عملا وفى هذا قال تعالى بسورة هود"وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا "وقال بسورة الملك "الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا "ومن ثم فالكون ليس مخلوقا للعب وإنما من أجل الحق وفى هذا قال تعالى بسورة الدخان "وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ".

الكون والزمان :

بدأ الزمان مع الكون بمعنى أن بداية التوقيت كانت مع بداية خلق المكان الممثل فى السموات والأرض ،إذا فالزمان استهل عهده باستهلال المكان عمله والزمان هو التغيرات الحادثة التى تقاس بعدد بالساعات والأيام والشهور والسنوات وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض ".

تقسيم الكون :

قسم الله الكون لأربعة أجزاء هى السموات والأرض والجو بينهما والذى تحت الثرى وفى هذا قال بسورة طه" له ما فى السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى " كما قسمه لعالمين الأول الغيب وهو كل ما لا ندرى به والثانى الشهادة وهو ما ندرى به فى حياتنا الدنيا وفى هذا قال بسورة الحشر "عالم الغيب والشهادة ".

مركز الكون :

مركز الكون هو الأرض بدليل ما يلى :

-أن السماء مبنية فوق الأرض مصداق لقوله بسورة النبأ "وبنينا فوقكم سبعا شدادا "ومن المعلوم أن المبنى فوقه يكون هو الأساس أى المركز وعليه فالأرض هى المركز لأن البناء فوقها .

-قال تعالى بسورة النازعات "يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة "والراجفة هى المزلزلة أى المهتزة والذى ذكر فى القرآن هو أن الأرض هى المزلزلة وفى هذا قال تعالى بسورة الزلزلة "إذا زلزلت الأرض زلزالها "وقال بسورة المزمل "يوم ترجف الأرض والجبال "والرادفة تعنى التابعة أى التالية وهى السماء ومن ثم فالأرض هو المتبوعة أى المركز والسماء هى التابعة .

-سمى الله الأرض فى القرآن المقر والمستقر والقرار وكلها كلمات تعنى المركز وسمى السماء البناء ومن هذا قال تعالى بسورة غافر "الله الذى جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء ".

كروية الكون :

إن الكون كروى الشكل بمعنى أن طوله مثل عرضه والأدلة هى :

-قوله بسورة آل عمران "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين "وقوله بسورة الحديد "وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض "فجملة "وجنة عرضها السموات والأرض "وجملة "وجنة عرضها كعرض السماء والأرض "تدلنا على أن الكون كروى لأن الله ذكر العرض وحده ولم يذكر الطول على أساس أن مقدارهما واحد وليس هناك شكل طوله كعرضه من كل الجوانب من مركزه سوى الكرة .

-أن مركز الكون وهو الأرض كروى منقوص الأطراف من كل جانب ومن ثم فالتابع وهو السماء مثلها وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "أو لم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها ".

حديث القرآن عن السموات :

خلق السموات :

خلق الله السموات فى البداية سماء واحدة ثم جعلها بعد رفع سمكها أى بعد زيادة حجمها وهو امتدادها سبع سموات طباقا متتالية وقد تم هذا فى يومين وجعل الله لكل سماء من السبعة أمرها أى مهمتها أى وظيفتها التى تقوم بها إلى أن يأتى أجلها وفى هذا قال بسورة فصلت "فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها "وكانت السماء المنضغطة الأولى عبارة عن دخان أى بخار متصاعد وفى هذا قال تعالى بسورة فصلت "ثم استوى إلى السماء وهى دخان ".

أبواب السموات :

إن السماء لها أبواب بدليل قوله تعالى بسورة الحجر "ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون "وقوله بسورة ق"أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج "أى جملة "وما لها من فروج "أى ليس لها من منافذ مفتوحة وأبواب السماء أى أقطار السموات تفتح للإنس والجن بسلطان أى بعلمهم الذى هو عبارة عن مخترعات تسير بهم عبر الأبواب ولكن نتيجة السير هى الهلاك بشواظ من النار والنحاس وفى هذا قال بسورة الرحمن "يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان فبأى ألاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران "وأما أمر الله فينزل ويصعد من السماء إلى الأرض من خلال الأبواب فى يوم مقداره ألف سنة مصداق لقوله تعالى بسورة السجدة "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ".

الصعود إلى السماء :

إن الصعود وهو العروج للسموات العلا أمر أباحه الله لأمره الذى ينزله من السماء ثم يصعد مرة أخرى من الأرض للسماء مصداق لقوله بسورة السجدة "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون "وكان قبل بعثة محمد(ص)قد أباح للجن الصعود للسماء الدنيا ليجلسوا منها مجالس للسمع والمراد سماع أخبار الغيب دون عقاب على الجلوس ولكنه بعد بعث محمد(ص)جعل لكل من يحاول الاستماع لأخبار الغيب عقاب هو أن يرسل خلفه شهاب يحرقه وفى هذا قال تعالى على لسان الجن بسورة الجن "وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا "وقد بين الله لنا أن الإنسان لو صعد للسماء سيحدث له ضيق شديد فى الصدر بسبب عدم وجود المادة التى تساعد على التنفس الهادىء وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء "وأما لو سمح الله للإنسان بالصعود للسماء فإن صدره لا يتضايق ويصعد ويفتح له باب يظل سائرا منه مبهورا متعجبا مما يرى حتى يقول :لقد سكر بصرى بل أنا رجل سحرنى السحرة وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون "والحرف لو فى أول الآيات يفيد أن الإرادة الإلهية ممتنعة عن إحداث ما فى الآيات وأما إذا اخترع الإنسان وسيلة للصعود للسماء وعبر من أبواب السماء فإنه يعاقب بالهلاك عن طريق قذفه بالنار والنحاس وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان فبأى آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ".

السماء الدنيا :

هى أقرب سماء للأرض وقد زينها بالكواكب وجعل لها فروج أى أبواب مقفلة لا تفتح إلا لما يريد الله وفى هذا قال تعالى بسورة فصلت "وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا "وفى السماء الدنيا توجد النجوم والشمس والقمر والشهب وسنتحدث عن هذه المخلوقات بالتفصيل فى هذا المقام :

1-الشمس :هى نجم يشع الضياء فيبعث فى الأرض الدفء والنور وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "وهو الذى جعل الشمس ضياء "وهى عبارة عن سراج أى مصباح به وقود خفى يشتعل فى الظاهر ليشع الضياء وفى هذا قال تعالى بسورة نوح"وجعل الشمس سراجا "والشمس تدور فوق الأرض بحساب قدره الله حتى لا تصطدم بالقمر وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "والشمس والقمر بحسبان "والشمس تسبح أى تدور فى فلك أى مدار أى خط سير معين وفى هذا قال تعالى بسورة يس "لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ".

2- القمر وهو مصباح منير يشع نور فى ليل الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة نوح"وجعل القمر فيهن نورا "وقد جعل الله للقمر منازل أى وجوه مختلفة تتغير بتغير موضعه فى السماء والسبب فى تغيير المواضع والوجوه هو أن يعلم الناس عدد السنين والحساب وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب "والقمر يدور فوق الأرض كالشمس وذلك حسب تقدير للسرعة قدره الله حتى لا يصطدم بالشمس وفى هذا قال تعالى بسورة يس"لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار "والقمر يسبح أى يدور فى السماء فى فلك أى مسار معين لا يخرج عنه مصداق لقوله تعالى بسورة يس"لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون "والقمر جعل الله دورانه هو مقياس الشهر وجعل كل سنة له إثنا عشر دورة أى شهرا منها أربعة أشهر حرام وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم "وقد سمى الله القمر فى بداية الشهر هلال ومن الأهلة يعرف الناس مواعيدهم وموعد الحج وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج ".

3-النجوم هى مصابيح معلقة فى السماء الدنيا لقوله تعالى بسورة فصلت "وزينا السماء الدنيا بمصابيح "وسماها الله أيضا بروجا فقال بسورة الحجر "ولقد جعلنا فى السماء بروجا وزيناها للناظرين "كما سماها كواكب فى قوله بسورة الصافات "إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب "والنجوم أى الكواكب أى المصابيح أى البروج لا توجد فى غير السماء الدنيا كما تدل الآيات السابقة وأما وظائف النجوم فهى هداية الناس فى ظلمات البر والبحر حيث تعرفهم طرق سيرهم وفى هذا قال بسورة الأنعام "وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البر والبحر "وتزيين السماء الدنيا للناظرين مصداق لقوله بسورة الحجر"ولقد جعلنا فى السماء بروجا وزيناها للناظرين "وإخراج الشهب الحارقة لمن يريد سماع أخبار الغيب لإهلاكه وفى هذا قال تعالى بسورة الملك "ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناهم رجوما للشياطين "فهنا نسب الإهلاك للمصابيح وهى النجوم ونسبه للشهب وهى جزء من النجوم فى قوله تعالى بسورة الحجر "وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين "وللنجوم مواقع أى مواضع أى مدارات تسير فيها وفى هذا قال تعالى بسورة الواقعة "فلا أقسم بمواقع النجوم "وكل نجم يستمد وقوده من شجرة زيتون فى وسطه تماما فلا هى تميل شرقا أو غربا وهذا الوقود أى الزيت يكاد يضىء بدون نار ولكن الله يجعله ينير ويشع الضوء بالنار وفى هذا قال تعالى بسورة النور "كأنها كوكب درى يوقد من شجرة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار "والنجوم فى دورانها فوق الأرض تجرى فى خطوط سير محددة وهى فى هذا الجريان تخنس أى تختفى وتظهر وهى تكنس أى تدور دون عائق يمنعها وفى هذا قال تعالى بسورة التكوير "فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس "وقد سمى الله كل نجم طارق وهو يظهر كالثقب فى الظلام منيرا وفى هذا قال بسورة الطارق "والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب "وقد سمى الله لنا نجما باسم الشعرى بقوله بسورة النجم "وأنه هو رب الشعرى "وقد جعل الله لكل نجم أجل مسمى أى عمر محدد ومنها الشمس والقمر فقال بسورة الزمر "وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى "

4-الشهب وهى ألسنة نارية تخرج من النجوم لتهلك الكافر الذى يريد سماع أخبار الغيب بالصعود للسماء وفى هذا قال تعالى بسورة الملك "ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين "ونسب الله الإهلاك للشهاب فقال بسورة الحجر "وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين ".

5- السقف المحفوظ :تمثل السماء سقفا محفوظا أى ثابتا لا يقع على الأرض لأن الله رفعه على عمد غير مرئية وفى هذا قال بسورة الأنبياء "وجعلنا السماء سقفا مرفوعا "وقال بسورة الرعد"الله الذى رفع السموات بغير عمد ترونها "وهذا السقف مهمته ألا تقع السماء على الأرض ومن ثم فالكون بيت مكون من الأساس وهو الأرض والأعمدة غير المرئية هى الميزان والسقف المرفوع على الأعمدة هو السماء الدنيا والبناء هو طوابق السماء السبع .

6- اليوم السماوى :لا يوجد فى السماء يوم لعدم وجود ليل ونهار فيها ومن ثم فاليوم السماوى يقاس باليوم الأرضى وسرعة الصعود للسماء تختلف من أمر لأخر فمثلا صعود الأمر الإلهى من الأرض للسماء وقبل ذلك نزوله يستغرق ألف سنة مصداق لقوله بسورة السجدة "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون "ومثلا سرعة صعود الملائكة يوم القيامة تختلف لأن مقدار اليوم خمسين ألف سنة مصداق لقوله بسورة المعارج"تعرج الملائكة والروح إليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " .

حديث القرآن عن الأرض :

كروية الأرض :

إن الأرض كروية الشكل والكرة كما هو معروف منقوصة الأطراف وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "أو لم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها "ومن الأدلة على كروية الأرض أنها ممتدة فهى ليست مستقيمة وإنما كروية تعيد الإنسان إلى نفس الأماكن التى بدأ منها وفى هذا قال بسورة ق"والأرض مددناها "وفى كونها كرة هى والسماء قال تعالى بسورة الزمر "خلق السموات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل "كما قال بسورة النازعات "والأرض بعد ذلك دحاها "ودحاها تعنى كورها أى دورها ونعنى بكونها كرة أنها من على السطح دائرة ومن أسفل هذا السطح نصف كرة كالطبق .

مركز الأرض :

مركز الأرض هو مكة المكرمة ونقطة الخلق هى الكعبة بدليل ما يلى :

أن الله سماها أم القرى أى أصل البلاد فى قوله بسورة القرى "لتنذر أم القرى ".

أن الله جعل البلاد من حولها مما يدل على أنها المركز لكل البلاد فقال بسورة الشورى "لتنذر أم القرى ومن حولها ".

أن أول مسجد وضع للناس فى الأرض هو مسجد مكة مما يدل على أنها أصل البلاد وأول مكان عاش فيه الإنسان أى أدم(ص)- وفيها قال تعالى بسورة آل عمران "إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا"

أن الكعبة فى مكة هى قبلة المسلمين فى الأرض مما يدل على أن الاتجاهات كلها تتقابل فى الكعبة التى هى سرة الكون ومن ثم فمكة هى مركز الأرض المكانى والزمانى وعلى المسلمين عمل الخرائط على أساس مركزية مكة للأرض وجعلها مركز التوقيت الدولى.

تقسيم الأرض :

قسم الله الأرض لسبع طبقات متتالية مثل السموات وفى هذا قال تعالى بسورة الطلاق "الله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن "كما قسمها من السطح لقطع متجاورات أى قارات متجاورة وكل قارة مقسمة لتضاريس متجاورة جبال ووديان وسهول وغير ذلك وحتى الوديان مقسمة لقطع متجاورة فمنها مثلا المزورع بالعنب ومنها المزروع بالنخل وغير ذلك والجبال مقسمة لقطع متجاورة فمنها الأجرد ومنها ما فيه غابات ومنها ما تغطيه الثلوج ومنها ألوان تجاور بعضها فى الصخور وهذا يعنى أن التجاور فى الأرض شىء لابد منه وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "وفى الأرض قطع متجاورات ".

أقوات الأرض :

إن الله قدر أقوات وهى أرزاق مخلوقات الأرض من طعام وشراب وكساء وغيره فى أربعة أيام وجعلها تكفى الكل بالتساوى بين السائلين وهم المخلوقات وفى هذا قال تعالى بسورة فصلت "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "ومن ثم فإن الأرض تتسع لأى عدد من البشر ومن المخلوقات دون أن تحدث مجاعات أو سوء تغذية ولكن الحادث هو حدوث المجاعات لأن هناك كفر أى فساد يعمله الناس بأنفسهم حيث يستأثر الأغنياء والأقوياء بمعظم أقوات البشر ومن ثم فإن الضعفاء يموتون جوعا لأن نصيبهم الذى أعطاه الله لهم وهو نصيب واحد لكل فرد يساوى نصيب أى فرد لا يصل إليهم وفى هذا قال تعالى بسورة الروم "ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا "ولو كان الرزق لا يكفينا ما حرم الله علينا قتل أولادنا خوفا عليهم من الجوع وفى هذا قال بسورة الإسراء "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقكم وإياهم "فالله جعل لكل مخلوق رزق فقال بسورة هود"وما من دابة إلا على الله رزقها ".

الأرض مقر البشرية :

إن الأرض هى مقر البشر من بداية البشرية حتى يوم القيامة لأن الله خلقها لهم فقال بسورة الرحمن "والأرض وضعها للأنام "وقد جعلهم الله يخلفون بعضهم أى يأتى جيل وراء جيل فى الأرض فقال بسورة الأنعام "وهو الذى جعلكم خلائف الأرض "وقد شاع بين البشر وهم أن بعضهم سيترك الأرض للعيش فى السماء فى القمر وغيره وهو تخريف لأن طعام البشر لا يوجد سوى فى الأرض بدليل قوله بسورة البقرة "يا أيها الناس كلوا مما فى الأرض حلالا طيبا "وقال بسورة فصلت "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "ولا يستطيع الناس الحياة دون طعام ،زد على هذا أن العيش فى السماء يحتاج إلى هواء لا يتواجد سوى فى الأرض ومن ثم سيموتون من ضيق صدرهم القفصى عند صعودهم للسماء وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء "وحتى لو صنع مستعمرات فضائية فإنه سيحتاج لطعام وماء وهواء من الأرض وهذا يكلفه ما لا يطيق ومن ثم فلن يقدر على الكلفة ولا على الحياة طوال العمر لأن معيشته فى الفضاء سجن لا يقدر على الخروج منه إلا إلى الأرض ليعيش لأنه لو خرج منها سيهلك بسبب ما فى الفضاء من إشعاع ومضار أخرى وهذا فرض غير متحقق لأن الله سيهلكهم بالنار والنحاس .

الأرض كفات :

جعل الله الأرض كفات أى مجتمع يعيش فيه الأحياء والأموات معا فهؤلاء فى عالم نسميه الدنيا أو عالم الشهادة وأولئك فى عالم الغيب وفى هذا قال تعالى بسورة المرسلات "ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا".

وقد فصل الله بين عالم الأحياء وعالم الأموات فصلا تاما فلا اتصال بينهما مع أنهما فى مكان واحد ولا يحس أحد من هذا العالم بأحد من العالم الأخر حتى ولو اصطدم به وفى هذا قال بسورة آل عمران "وتخرج الحى من الميت وتخرج الميت من الحى "أى تفصل العائش عن الفانى وتفصل الفانى عن العائش وقال بسورة مريم "هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا "فالحى فى الدنيا لا يحس بالموتى ولا يسمع لهم صوتا .

ثبات الأرض فى مكانها :

جعل الله الأرض ثابتة فى مكانها والسبب هو الأثقال الموجودة فى داخلها وفى هذا قال بسورة الزلزلة "إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها "والأثقال يقصد بها أشياء عدة منها الجامد كالجبال التى تتركها يوم القيامة وتسير فى الجو كما قال تعالى بسورة التكوير "وإذا الجبال سيرت "ومنها السائل كالبحار التى تتركها كما قال بنفس السورة "وإذا البحار سجرت "

وإلقاء الله للرواسى وهى الجبال فى الأرض سببه هو ألا تميد أى ألا تتحرك الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم وأنهارا وسبلا ".

الفساد فى الأرض :

يقصد به تخريب الصالح فيها أيا كان نوعه وللفساد علامات تظهر فى البر والبحر وسبب حدوث الفساد هو ما كسبته أيدى الناس والمراد ما عملته نفوس البشر من الذنوب ومن أجل هذا يذيق الله الناس عقاب بعض ما فعلوه من الذنوب وفى هذا قال بسورة الروم "ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا "وإصلاح الفساد يكون بالإيمان والتقوى الصادرة من أهل القرى فإن فعلوا حلت بهم خيرات من السماء والأرض ثوابا لهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ".

حياة الأرض وموتها :

إن الله يميت الأرض عندما يمنع عنها الماء فإذا أراد أن يحييها أرسل لها الماء فتهتز وتربو علامة على عودة الحياة لها وقدرتها على الإخضرار أى الحياة وفى هذا قال تعالى بسورة فصلت "ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذى أحياها لمحى الموتى "وقال بسورة الحج "ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة ".

القوانين العامة للكون :

للكون بسمواته وأرضه قانون واحد عام هو طاعة المخلوقات لحكم خالقها الله وقد عبر الله فى القرآن عن هذا القانون بالسجود فقال بسورة النحل "ولله يسجد ما فى السموات وما فى الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون "وعبر عنه بالتسبيح فقال بسورة الإسراء " تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شىء إلا يسبح بحمده "إذا فمخلوقات الكون تسير وفق الأحكام التى وضعها الله لها ولولا وجود هذا القانون لفسد الكون وتم تدميره لتعارض أهواء المخلوقات إذا سار كل منها على هواه ولذا نجد الكون ثابت وإن كان يجرى التغيير فى كل مخلوق باستمرار .

الأسس العامة للنظام الكونى :

إن الله جعل للكون نظام يسير حسب أسس عامة تتمثل فى التالى :

1-تسخير ما فى الكون بسمواته وأرضه للناس وفى هذا قال تعالى بسورة الجاثية "وسخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه "والتسخير يعنى أن الله جعل للناس الاستفادة من كل المخلوقات سواء بطريق مباشر أو غير مباشر ولا يعنى أن الله لم يجعل هذه المخلوقات ضارة للناس وهذا الضرر نفسه هو استفادة غير مباشرة فمثلا ضربات الشمس جعلت الإنسان يخترع المظلات والأدوية المضادة لها ومثل الثعابين جعلت الإنسان يستفيد من سمها فى علاج بعض الأمراض .

2-التوازن وهو أن كل نوع من مخلوقات الكون له مقدار معين يزداد أو يقل حسب ما يريد الله وهذا المقدار المحدد سببه هو ألا يفنى نوع نوع أخر وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "وإن من شىء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم ".

3- التخصص الوظيفى وهو تحديد الله وظيفة مستقرة لكل نوع من المخلوقات لا تتغير بمرور الأيام يؤدى مهامها وفى هذا قال تعالى بسورة القمر "وكل أمر مستقر "والدليل ثبات الكون على نظامه الذى خلقه الله عليه .

4- الاختلاف فى الهيئات والمراد تغاير الأحجام والألوان والأجسام وطرق السير بين الأنواع فمثلا يدل على اختلاف ألوان المخلوقات قوله بسورة فاطر "فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه "ويدل على اختلاف الأحجام تقسيم الله لها للذرة وما أصغر منها وما أكبر منها فى قوله بسورة يونس "وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين "ويدل على اختلاف طرق المشى قوله تعالى بسورة النور"والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين ومنهم من يمشى على أربع ".

5- الرزق فالله جعل لكل نوع أطعمة معينة يتناولها عند الأكل وفى هذا قال تعالى بسورة هود"وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها "والملاحظ هو أن الأنواع تتغذى على بعضها فهناك نباتات تتغذى على التراب والماء وفى أحيان تتغذى على حيوانات والحيوانات تتغذى على النباتات وعلى بعضها والإنسان يتغذى على الإثنين.

6- الزوجية والمراد أن كل نوع يتكون من زوجين هما الذكر والأنثى وفى هذا قال بسورة الذاريات "ومن كل شىء خلقنا زوجين "وهذا يعنى أن كل الأنواع بلا استثناء تقوم على أساس التزواج حتى الملائكة وهى فصيل من نوع الجن لها زوجات وقد جعل الله أساس استمرار النوع الزواج للإنجاب .

7- الأممية ويقصد به أن كل نوع ينقسم إلى أمم أى جماعات مثلما ينقسم الناس إلى جماعات تسمى قبائل أى شعوب وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم "

8-المستقر والمراد أن لكل مخلوق مكان دائم يعيش فيه هو مسكنه وبيته والمقصود بالدوام وجود بيت وإن تغير مكانه وفى هذا قال تعالى بسورة هود"وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ".

9- النطق ويقصد به أن لكل نوع لسان أى لغة أو عدة لغات يتحدث بها وهى لغة كلامية وليست إشارية وفى هذا قال تعالى بسورة فصلت "قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شىء ".

10- الظلال والمراد أن لكل مخلوق ظل أى خيال مرئى أو غير مرئى يتبعه فى حركته من اليمين أو اليسار بدرجاتهم وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "أو لم يروا إلى ما خلق الله من شىء يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل ".

11- التكاثر ويقصد به إنجاب أفراد جديدة من الزواج أو غيره وله ثلاث طرق هى :

-الإنبات من الأرض أى أن الفرد الجديد يخرج من التوبة بالنمو من بذرة أو غيرها .

-من الأنفس وهو اجتماع بين منى الذكر والأنثى بطريق مباشر أو غير مباشر .

-مما يجهل الناس وهو مثل خلق أدم (ص)وزوجته (ص)وعيسى(ص)حيث لا توجد طريقة معروفة الخطوات لخلقهم وفى هذا قال تعالى بسورة يس "سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ".

12- الإنجاب والعقم ويقصد بهذا أن الله هو الذى يعطى القدرة على الإنجاب ويمنعها وهو الذى يعطى المنجب ذكورا فقط أو إناثا فقط أو هما معا وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما"

13- حسن الخلق ويقصد به أن الله خلق كل مخلوق فى صورة حسنة جميلة حتى لو اعتقد الناس أنها قبيحة وفى هذا قال تعالى بسورة السجدة "الذى أحسن كل شىء خلقه ".

14-العمر والمراد أن الله حدد لكل مخلوق مدة يحياها فى الدنيا وهذه المدة تتناقص باستمرار منذ بدايتها وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا فى كتاب ".

15- الحركة ويقصد بها تبدل وضع المخلوق من خروج لدخول أو من دخول إلى خروج أو نزول لصعود ومن صعود لنزول وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ".

16- التدرج فى النمو ويقصد بهذا أن المخلوق يبدأ فى الوجود صغير الحجم والوزن ثم يظل يكبر فى الحجم والوزن حتى يبلغ أشده وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "ونقر فى الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم "وقال بسورة الروم "الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ".

17- الاضمحلال وهو ضعف المخلوق بعد قوته وتظهر عليه علامات الشيخوخة وفى هذا قال تعالى بسورة الروم "الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة "ومثال ذلك النبات الذى يخرج من الأرض ضعيفا ثم يقوى ويشتد ثم يصبح بعد القوة حطام وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما ".

18-الموت وهو انتقال المخلوق من عالم الشهادة لعالم الغيب وهو البرزخ وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت "كل نفس ذائقة الموت ".

19- الإبصار والمراد أن الله جعل لكل كائن حى بصر يرى به الأشياء الموجودة وللقانون شواذ خلق الله لها البصر ولكنها لا ترى لإصابتها بالعمى ولكل بصر حدود معينة فمثلا الإنسان يرى أشياء ولا يرى أشياء أخرى مصداق لقوله بسورة الحاقة "فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون ".

20- السمع وقد جعل الله لكل كائن حى سمع أى آذان يسمع بها الأصوات المختلفة الصادرة من المخلوقات ولهذا شواذ خلق الله لها سمع أى آذان ولكنها لا تسمع بها وللسمع حدود معينة فى كل مخلوق وهو ما يسمى المجال السمعى وهذه الحدود لو تم تجاوزها لأصيب المخلوق بالجنون نتيجة سماعه لأصوات هائلة العدد فى وقت واحد .

21- التنفس وهو الشهيق والزفير وهما يختلفان من مخلوق لأخر فإذا كان هو فى غالب الأنواع هو إدخال وإخراج الهواء فإن هناك تنفس ليس به هواء مثل ما يحدث فى مخلوقات السماء حيث يقل الهواء ويندر مصداق لقوله بسورة الأنعام "ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء" ومثال التنفس غير الهوائى تنفس الصبح وهو نوره وفى هذا قال تعالى بسورة التكوير "والصبح إذا تنفس "

22- صغر الحجم يؤدى لكثرة الأعداد فلو فكرنا بتمعن فيما حولنا من المخلوقات لوجدنا أن المخلوقات الكبيرة الحجم كالأفيال والحيتان أعدادها قليلة والمخلوقات المتوسطة كالإنسان عددها أكثر وأما المخلوقات الصغيرة الحجم كالنمل فأعدادها أكثر بكثير وأما المخلوقات الأصغر من ذلك فأعدادها هائلة .

23-صغر الحجم يؤدى لقصر مدة التكاثر فمدة الحمل فى المخلوقات الأكبر حجما كالأفيال تبلغ عدة سنوات وفى المتوسطة كالإنسان تسعة شهور وفى المخلوقات الصغيرة تعد بالأسابيع وفى المخلوقات الأصغر عدة أيام أو ساعات.

24- الكائنات الوسط وهى الكائنات الناتجة من جماع بين فردين أحدهما من نوع والأخر من نوع مختلف تكون كائنات عقيمة لا تنجب أفراد من نوعها ومثال هذا البغال فهى ناتجة من جماع الخيل والحمير وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة "والكائنات الوسط تحمل صفات من النوعين وغالبا إن لم يكن دائما فإن الجماع الذى ينتج عنه كائن وسط يكون بين نوعين متشابهين فى صفاتهما تشابها كبيرا .

الكائنات الحية :

1- صفات الكائن الحى :

الكائن الحى له صفات تدل على أنه مات وقد وردت بعض الصفات فى القرآن وهى :

- أن الحى لا يحس بحركاتهم أى لا يعلم بأى تحركات للميت وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد ".

- أن الحى لا يسمع للميت صوت أى ركز يدل على حياته وفى هذا قال تعالى فى نفس السورة " هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا "ومن الجدير بالذكر أن هذه الصفة ليست عامة فى المخلوقات فهناك أحياء لهم أصوات كالنمل بدليل ما ورد فى سورة النمل من كلام النملة ومع ذلك فالأحياء مثلنا لا يسمعون أصواتهم والسبب هو أن أصواتهم لا تقع فى المجال الصوتى المسموع لآذاننا وما حدث مع سليمان (ص)كان معجزة أى استثناء من القاعدة .

- أن الميت لا يسمع صوت الحى لأنه لو كان يسمع لعرف أحواله بينما أخبرنا الله أن الشهداء يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم وهذه الصفات تشير إلى أن علامة موت الجسد هى عدم وجود حركة له إطلاقا وعلامة موت النفس عدم التحدث والسماع بما أن الموت يتشابه معه النوم فى عدم وجود النفس فإن العلامة الوحيدة المفرقة بين الحى والميت تكون سكون حركة الجسم وتحلل الجسم فيما بعد والكائن الحى له صفات أهمها فى حالة الجسم :

1-الحركة وهى تختلف من مخلوق لمخلوق لأخر فمثلا الإنسان يسير ويجرى ويجلس ويركع ويسجد ويقف وغير ذلك ومثلا التربة الزراعية حركتها تتمثل فى اهتزاز حبيباتها ونمو حجم هذه الحبيبات واستعدادها لإخراج النبات وذلك نتيجة لسقوط الماء عليها وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج "ومثلا الجبال حركتها تتمثل إما فى اهتزاز حبيبات تربتها ونمو حجمها بسبب نزول الماء عليها كما فى مناطق الغابات وإما فى إخراجها للجدد وهى العناصر ذات الألوان المتعددة مصداق لقوله تعالى بسورة فاطر "ألم تر أن الله أنزل من السماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود " وإما فى تفجر الأنهار أى تشقق حجارتها لإخراج الماء وإما سقوطها خوفا من الله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله "

2-وجود الماء فى الجسم فى صورة دم أو عصارات أو أى أشياء وتحرك هذه الأشياء فى عروق وأجهزة الجسم .

مميزات المخلوقات :

تشترك مخلوقات الله فى صفات كثيرة ومع هذا تمتاز بعض الأنواع على بعضها الأخر فمثلا الإنس والجن يتميزون بالإختيار بين الإسلام والكفر وهم نتيجة لهذا يقومون بالبيع والشراء ومثلا بعض الجن وهم الملائكة يتميزون بقدرات معينة كالتشكل بصورة أنواع أخرى والصفات الظاهرة لنا التى تشترك فيها المخلوقات هى :

-التغذى بالطعام والشراب -التناسل وهو التكاثر - الحركة والسكون التنفس - الكلام وهو النطق - الإبصار - السمع الإخراج وهو التخلص من الفضلات الزائدة عن حاجة الجسم والدليل على اشتراك المخلوقات فى الصفات هو قوله تعالى بسورة الأنعام "وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم "وقد استثنى الله كل من الجن والإنس من صفة الجبر سواء كان إكراها على الإسلام أو الكفر وأعطاهم صفة حرية الإختيار بين الكفر والإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ".

تقسيم المخلوقات :

قسم الناس الكائنات الحية لقسمين الحيوان والنبات ثم وجدوا أن هناك خصائص مشتركة بين الحيوان والنبات فقسموها للبدائيات كالطحالب الخضراء المزرقة والطلائعيات كالفطريات والتوالى النباتية كالنباتات الوعائية والتوالى الحيوانية كالديدان ومع كثرة الاكتشافات ستظل التقسيمات تتغير ،من أجل هذا وضع الله لنا حكم عام هو أن الحيوان هو النبات والنبات هو الحيوان فالكائن حيوان لأن له حياة والكائن نبات لأنه ينبت أى ينمو تدريجيا ولذا قال تعالى بسورة نوح عن الناس "وأنبتكم من الأرض نباتا "وقال عن خلق مريم (ص)بسورة آل عمران "وأنبتها نباتا حسنا "فهنا سمى الله الإنسان نباتا وقد قسم الله فى القرآن الكائنات عدة تقسيمات وكل تقسيم منها حسب أمر معين ومنها :

تقسيم المخلوقات من حيث طريقة السير لمخلوقات تمشى على بطنها كالزواحف ومخلوقات تمشى على رجلين كالإنسان ومخلوقات تمشى على أربع أرجل وفى هذا قال تعالى بسورة النور "والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين ومنهم من يمشى على أربع " .

تقسيم المخلوقات لمخلوقات يبصرها الناس كالأنعام والأشجار ومخلوقات لا يبصرها الناس كالجن وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة "فلا أقسم بما تبصرون ومالا تبصرون ".

تقسيم المخلوقات لدواب وطيور وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وما من دابة ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ".

تقسيم المخلوقات من حيث الكبر والصغر إلى الذرة وما أكبر منها وما أصغر منها وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين ".

أحياء لا جمادات :

قسم الناس الكائنات لكائنات حية وكائنات تسمى الجماد وما أطلقوا عليه الجماد ليس سوى كائن حى فمثلا الجبال وحجارتها كائنات حية عاقلة والأدلة على هذا كثيرة منها :

-رفض الجبال وكانت ساعتها هى والسموات والأرض مخيرة من الله فى الحمل وعدم الحمل- حمل أمانة الإختيار بين الكفر والإسلام والتى حملها الإنسان والرفض لا يحدث إلا من كائن حى يعقل وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها "

-أن الجبال لو نزل عليها الوحى الإلهى ستخشع وتتصدع من خوفها من عذاب الله والخشوع والتصدع لا يكونان إلا من كائن عاقل حى وفى هذا قال تعالى بسورة الحديد "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله "ومثلا الجدار وهو جماد عندهم جعله الله كائن حى له إرادة تريد فى قوله بسورة الكهف "فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض "فالله جعل الجدار هنا يريد الإنقضاض أى الوقوع ومثلا النار كائن حى يتنفس وفى هذا قال تعالى بسورة الملك "إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهى تفور "وهى تغتاظ كما يغتاظ الإنسان لقوله فى نفس السورة "تكاد تميز من الغيظ "ومثلا الأشجار لها إرادة تخرج الثمرات وهى المنافع من مكامنها فيها وفى هذا قال تعالى بسورة فصلت "وما تخرج من ثمرات من أكمامها "وقال بسورة إبراهيم "تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها "ومن ثم فهى كائنات حية مريدة .

مشاعر المخلوقات :

كلمة المشاعر كلمة مبهمة تطلق فى الغالب عند الناس على الإنفعالات كالضحك والبكاء والحزن وكثير من الناس يظنون أن الكائنات الحية ليس لها مشاعر كالناس ولكن الحقيقة هى أنها مثل الناس فهى تبكى والدليل قوله تعالى بسورة الدخان "كذلك وأورثناها قوما أخرين فما بكت عليهم السماء والأرض "فالسماء والأرض لا يبكيان على الكفار ويبكيان على المسلمين والسماء والأرض تكاد كل منهما تتهدم بسبب غيظها من قول الكفار أن للرحمن ولدا وأما الجبال فتكاد هى الأخرى تسقط من نفس القول وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا "والنار تكاد تتمزق من شدة الغيظ وهو الغضب على الكفار وفى هذا قال تعالى بسورة الملك "إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهى تفور تكاد تميز من الغيظ ".

مكانة الإنسان بين الكائنات :

أعطى الله الإنسان إذا أطاع حكمه المكانة العليا بين الكائنات وسمى الله هذا التكريم والتفضيل على المخلوقات الأخرى فقال بسورة الإسراء "ولقد كرمنا بنى أدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"وقد سخر الله للإنسان كل مخلوقات السماء والأرض فقال بسورة الجاثية "وسخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه "وأما إذا عصى الإنسان الله فإنه يعطيه أسفل مكانة بين المخلوقات كلها وفى هذا قال تعالى بسورة التين "لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين "وسبب تراوح مكانة الإنسان بين العلو والسفل هو تمسكه بالأمانة وهى حرية الاختيار بين الإسلام والكفر بإسلامه أو عدم تمسكه بها عن طريق اختيار للكفر وفى حمل الإنسان للأمانة قال تعالى بسورة الأحزاب "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان "ومع هذا فخلق الله للإنسان ليس هو الأكبر وإنما خلق الله للسموات والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة غافر "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس " .

الماء سر حياة الكائنات :

خلق الله الكائنات الحية كلها من شىء واحد هو الماء وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وجعلنا من الماء كل شىء حى "كما قال بسورة النور "والله خلق كل دابة من ماء "إذا فسر حياة كل كائن من الكائنات هو الماء .

الكائنات فى القرآن :

إن الكائنات المذكورة فى القرآن معظمها يوجد فى الأرض وسوف نقوم بإيراد كل كائن ورد ذكره فى القرآن وما ورد عنه من معلومات .

البعوضة :هى أصغر جزء فى الوجود فليس هناك ما هو أصغر منها وكلمة البعوضة مأخوذة من كلمة بعض أى جزء وقد بين الله لنا أنه لا يخاف أن يقول مثلا ما بعوضة فما أعظم منها وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ".

الذرة :هى الخلية الأساسية فى تكوين الكائنات وهى تتكون من عدة بعوضات أو بواعيض أو أبعاض بدليل أن الله ذكر أن هناك ما هو أصغر منها بقوله بسورة يونس "وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين "والذرة لها وزن أى ثقل مصداق لقوله مصداق لقوله بسورة الزلزلة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ".

الماء :بغض النظر عن أن الماء هو أصل المادة الكونية التى خلق الله منها السموات والأرض مصداق لقوله بسورة الأنبياء "وجعلنا من الماء كل شىء حى "فإننا نتحدث هنا عن ماء الأرض الذى أخرجه الله منها بعد أن دحاها أى كورها مصداق لقوله بسورة النازعات "والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها "والله ينزل الماء من السحاب أى السماء بقدر والمراد بمقدار معين وبعد إنزاله يسكنه فى الأرض والمراد يجعله يجرى فى الأرض فى شكل ينابيع أى مجارى وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "وأنزلنا من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض "والله قادر على الذهاب بالماء والمراد قادر على إفناء الماء مصداق لقوله بسورة المؤمنون "وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه فى الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون "ومن طرق الإفناء إبعاد الماء لمسافات بعيدة فى عمق الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا "والماء كما يأتى من السحاب يأتى من الحجارة أى الجبال التى يحدث فيها تشققات وتفتحات يخرج منها الماء وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإن من الحجارة لما يتفجر من الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء "والماء على نوعين ماء فرات أى مقبول الطعم عند الشراب وفيه قال تعالى بسورة المرسلات "وأسقيناكم ماء فراتا "وماء أجاج أى غير مقبول الطعم عند الشرب والله لو أراد لحول الماء الفرات لماء أجاج لفعل وفى هذا قال تعالى بسورة الواقعة "أفرأيتم الماء الذى تشربون أأنتم أنزلتموهم من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون ".

وقد بين الله لنا وظائف الماء فى الأرض وهى إحياء البلاد الميتة أى إعادة القدرة على إنبات المزروعات بكافة أشكالها إلى الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها "وبالإضافة إلى الإحياء يسقى الماء الأنعام وهى من الحيوانات والناس وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحى به بلدة ميتة ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسى كثيرا "وأيضا يتوضأ به الناس مصداق لقوله بسورة المائدة "يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لا مستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا "وأيضا الإغتسال والطهارة من الجنابة والغائط وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "ولا جنبا إلا عابرى سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا "والماء إذا نزل فى صورة سيل يكون له زبد رابى أى خبيث زائد عليه يفنى ولا يبقى وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا "والماء ينزل من السماء أى المعصرات أى السحب فى صورة ثجاج أى تتابع أى صب متوالى وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ "وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا"وقال بسورة عبس "أنا صببنا الماء صبا "والماء كما يفيد يضر الإنسان عندما يطغى ليهلك الكفار وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة "إنا لما طغا الماء حملناكم فى الجارية "وفيه تسير السفن كما فى هذه الآية أى الجارية .

البحر :

هو مجارى الماء فى الأرض وهو ينقسم لنوعين :

بحر عذب فرات سائغ شرابه وبحر ملح أجاج غير مقبول شرابه وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج "وفوائد البحر للناس هى :

-شرب الماء العذب مصداق لقوله بسورة فاطر "وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه "

-استخراج اللحم الطرى وهو صيد البحر منه وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا "

-استخراج الحلى وهى المعادن الثمينة كاللؤلؤ والمرجان والياقوت والذهب المستعمل كزينة للناس وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وتستخرجوا منه حلية تلبسونها ".

-إجراء السفن فيه لتحمل الناس ومتاعهم وفى هذا قال تعالى بسورة الجاثية "الله الذى سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه بأمره ".

-استخراج الأملاح لقوله تعالى بسورة الفرقان "وهو الذى مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ".

وقد وضع الله للبحار قوانين هى :

-جعل الله بين الماء العذب والماء المالح أى البحرين حاجزا يفصل بينهما فلا يطغى أحدهما على الأخر وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "وجعل بين البحرين حاجزا" وقال بسورة الرحمن "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ".

-وجود موجين للبحر أحدهما سطحى ظاهر لنا والأخر خفى فى عمق البحر يكاد لا يرى الإنسان يده فيه لو نزل عنده وفى هذا قال تعالى بسورة النور "أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه سحاب ".

-انتشار الظلام فى البحر حتى أن الإنسان لو كان فى عمق البحر يكاد لا يرى يده وفى هذا قال تعالى بسورة النور "أو كظلمات فى بحر لجى "وقوله "ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ".

-أن للبحر أضرار يصيب بها الله من يشاء وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وإذا مسكم الضر فى البحر "ومن ذلك أن تكون أمواج البحر كالظلل وهى المرتفعات العظيمة وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله ".

-أن السير فى البحر يتم الإهتداء فيه بنجوم السماء مصداق لقوله بسورة الأنعام "وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البر والبحر ".

النهر :

كلمة تطلق على مجرى الماء العذب وقد خلق الله فى خلال الأرض أنهارا والمراد أنه وضع فى ثنايا القارات مجارى للمياه وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا "وقال بسورة الرعد "وهو الذى مد الأرض وجعل فيها رواسى وأنهارا "والأنهار تتفجر والمراد تخرج من بين الحجارة أى الجبال وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار "ومجارى الأنهار دائما تحت الأرض يمشى عليها الناس والمراد أنها أسفل الأرض التى يسيرون عليها وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وجعلنا الأنهار تجرى من تحتهم "والأرض الزراعية لابد أن يكون فيها أنهارا صغيرة لتروى الأرض كما فى جنتى الرجل التى قال عنهما الله بسورة الإسراء "كلتا الجنتين أتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا ".

الموج :

هو بروز بعض الماء فى البحر أو النهر ثم اندفاعه حسب اتجاه الرياح أو اتجاه المد والموج موجان سطحى هو ما نراه بأعيننا على سطح البحر وخفى يوجد فى بطن البحر فى الأعماق وفى هذا قال تعالى بسورة النور "أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج "والموج يجعله الله يهتاج فيصبح كالظلل وهى المرتفعات الكبيرة وفى هذا قال بسورة لقمان "وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين "والموج قد يأتى من كل اتجاه فى وقت واحد مصداق لقوله بسورة يونس "وجاءهم الموج من كل مكان "وقد يصبح كالجبال مصداق لقوله بسورة هود "وهى تجرى بهم فى موج كالجبال ".

الرياح :

الريح هى هواء يدفع الأشياء للإهتزاز أو إلى الإنتقال من مكان لأخر وهى على نوعين

1-رياح البشرى وهى الرياح التى تسبق نزول الغيث المفيد وفيها قال تعالى بسورة الفرقان "وهو الذى أرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته ".

2-الرياح العاصفة القاصفة المصفرة العقيمة وهى رياح تصيب بالضرر والأذى وفيها قال تعالى بسورة الإسراء "أم أمنتم أن يعيدكم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم "ووظائف الرياح هى :

-إجراء أى تسيير الفلك فى البحر بالريح الطيبة وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بهم بريح طيبة ".

-تلقيح السحاب والمراد تكوين السحب عن طريق دفع ذرات البخار لتتحد فى الأعلى وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء "وقال بسورة الروم "الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا ".

-قذف الأشياء مثل دفع الإنسان لهوة سحيقة كما بقوله بسورة الحج "أو تهوى به الريح فى مكان سحيق "ومثل إذراء الهشيم فى كل مكان كما بقوله بسورة الكهف "فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح "ومثل بعثرة الرماد فى كل اتجاه كما بقوله بسورة إبراهيم "مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح فىة يوم عاصف ".

-إضرار الأشياء مثل زرع الناس وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ".

-تبشير الناس بالرحمة الممثلة فى الغيث وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "وهو الذى يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته "

والله هو المتصرف أى الموجه لاتجاه الريح فهو يوجهها إلى جهة يريد وهذا من آيات قدرته مصداق لقوله بسورة الجاثية "وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون "والله هو القادر على تسيير الرياح والقادر على إسكانها أى إيقافها مصداق لقوله بسورة الشورى "إن يشأ يسكن الريح ".

السحاب :

هو الماء المجمد المعلق بين السماء والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "والسحاب المسخر بين السماء والأرض "والله ينشىء أى يخلق السحاب الثقال مصداق لقوله بسورة الرعد "وينشىء السحاب الثقال "بالطريقة التالية :

-يجعل الله الرياح تلقح أى تزجى أى تدفع ذرات بخار الماء لأعلى وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء "وقال بسورة النور "ألم تر أن الله يزجى سحابا ".

-بعد صعود الذرات البخارية لأعلى يؤلف الله بينها أى يزوجها لبعضها لتتحد ببعضها فيجعلها مبسوطة ممتدة فى الجو وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ثم يؤلف بينه "وقال بسورة الروم "الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه فى السماء كيف يشاء ".

-بعد اتحاد ذرات بخار الماء يجعلها الله تتراكم أى تتراص فوق بعضها وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ثم يجعله ركاما "وأما بعد ذلك فتأتى مرحلة إنزال السحابة حيث يعصرها الله أى يجعلها تنضغط فيسقط الماء أى البرد من خلالها أى خرومها التى فى أسفلها وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ "وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا "وقال بسورة النور"فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد "ويسمى الله السحاب السماء كثيرا وهو يمر أى يسير فى الجو مصداق لقوله بسورة النمل "وهى تمر مر السحاب "وللسحب أشكال فمنها ما يكون على شكل الجبال مصداق لقوله تعالى بسورة النور "وينزل من السماء من جبال فيها من برد "ووظيفة السحاب هى إنزال الماء فى صورة مطر أو برد مدرار أى متتابع وفى هذا قال تعالى بسورة نوح "ويرسل السماء عليكم مدرارا "وأيضا إنزال الماء المنهمر لإغراق الأشياء مصداق لقوله بسورة القمر "ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر "وأبواب السماء هى الخلال هى الخروم التى ينزل منها الماء .

الغيث :

هو الماء الساقط من السحاب وهو ينزل على صورتين :

الودق وهو قطرات الماء،والبرد وهو قطع ثلج صغيرة تصبح ماء بعد سقوطها وفى هذا قال تعالى بسورة النور "فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد "والله هو الذى ينزل المطر على من يريد ويمنعه عن من يريد ومن ثم فلا دورة للسحاب والمطر فى مكان محدد وفى هذا قال بنفس الآية "فيصيب به من يشاء ويصرفه عن ما يشاء "والله ينزل الغيث ليحيى به الأرض بعد موتها وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "وهو الذى ينزل الغيث "وكما أن المطر يفيد فقد يؤذى مصداق لقوله بسورة النساء "ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر ".

البرق :

هو نار تنشأ من نزول المطر من السحاب والمراد أنها تحدث والمطر يتساقط نتيجة احتكاك بين القطرات أو بين السحب أو بين قطع السحابة الواحدة مصداق لقوله بسورة البقرة "أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق "وسبب حدوث البرق هو إخافة الناس منه حيث يهلك من يسقط عليه وفى هذا قال بسورة الرعد "ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء "وإطماع الناس فى الخير النازل وهو الغيث مصداق لقوله بسورة الرعد "هو الذى يريكم البرق خوفا وطمعا "والبرق يكاد يعمى أبصار الذين ينظرون إليه ولكنه لا يصيبها بالعمى المستمر وهو يضىء للناس الطريق لحظات قصيرة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه ".

الرعد:

هو صوت ضخم ينشأ نتيجة تساقط المطر فهو ناتج من احتكاك قطرات الماء أو قطع السحابة أو بين السحب وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق "ومهمة الرعد التسبيح بحمد الله أى العمل بأمر الله وهو إخافة الناس وإطماعهم فى رحمته وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "ويسبح الرعد بحمده"

سراب بقيعة :

هو ظاهرة تجعل الإنسان يرى بقعة ما بها ماء ولكنها فى الحقيقة ليس بها ماء والسبب فى ظهور السراب هو عكس بعض أنواع التربة لأشعة الشمس بطريقة معينة وفى هذا قال تعالى بسورة النور "والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ".

الهواء :

هو مخلوق غير مرئى متواجد فى الأرض فإذا صعد الإنسان للسماء لا يجد منه شىء فيتضايق صدره ويتأذى وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء ".

الظل :

هو عكس الحرور أى المنطقة التى ليس فيها ضوء ساطع وإنما تعكس خيال الأشياء والله هو الذى مد أى بسط الظل ولو أراد لجعله ساكنا أى واقفا لا يتحرك والدليل على وجوده هو ضوء الشمس حيث يظهر وجوده والله بعد أن يظهره يقبضه أى يخفيه قبضا يسيرا أى إخفاء متدرج وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا "والظل لا يتساوى مع الحرور مصداق لقوله بسورة فاطر "ولا الظل ولا الحرور "والظلال أى خيالات الأشياء تنقسم لنوعين أحدهما مرئى نراه والأخر خفى لا نراه وهى تأتى من ناحية اليمين أو من جهة الشمال سجودا لله أى طاعة لأمر الله وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "أو لم يروا إلى ما خلق الله من شىء يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله "وقد بين الله لنا أن الظلال أى الخيالات التى نتخفى تحتها من الشمس هى للمخلوقات الأخرى فقال بسورة النحل "والله جعل لكم مما خلق ظلالا "

العلامات :

هى التضاريس التى تميز مكان عن مكان فقد جعلها الله تختلف حتى يهتدى بها البشر فى سيرهم فى الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وعلامات وبالنجم هم يهتدون "والعلامات منها المرتفعات كالجبال والتلال والهضاب والكثبان والمبانى والمخفضات كالوديان والسواحل والبحار .

الجبال :

هى صخور ضخمة متماسكة متجمعة فى مكان ما وهى تتكون من جزء فى باطن الأرض مختفى عن أعيننا وجزء فوق الأرض هو الذى نراه وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ "والجبال أوتادا "والوتد كما هو معلوم فيه جزء فى داخل الأرض وجزء فوق الأرض والهدف منه تثبيت الأرض فلا تتحرك فالجبال راسية أى منصوبة ورسوها أى ثباتها أى استقرارها هو الذى يثبت الأرض فى مكانها وفى هذا قال تعالى بسورة النازعات "والجبال أرساها "وقال بسورة الغاشية "وإلى الجبال كيف نصبت "والجبال موجودة فى الطبقة الأولى من الأرض فقط لقوله بسورة فصلت "وجعل فيها رواسى من فوقها"وفوق الطبقات السبع هو الطبقة الأولى وسبب وضع الجبال الراسيات هو ألا تميد بالناس أى ألا تهتز بالمخلوقات مصداق لقوله بسورة الأنبياء "وجعلنا فى الأرض رواسى أن تميد بهم "وصخور الجبال مختلفة الألوان لقوله تعالى بسورة فاطر "ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود "ووظائف الجبال تتمثل فى أن الناس يتخذون من نحت أى قطع أحجارها بيوتا يبنونها من هذه الحجارة وفى هذا قال بسورة الحجر "وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا أمنين " والناس يستخرجون من الجبال المعادن ذات الألوان البيضاء والحمراء والسوداء بدرجاتها المختلفة مصداق لقوله تعالى بسورة فاطر "ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود "كما أن الله جعل للناس أكنان أى أماكن تحميهم من الأضرار وفى هذا قال بسورة النحل "وجعل لكم من الجبال أكنانا"والله كون الأنهار من تشقق أحجار الجبال وفى هذا قال بسورة البقرة "وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء "كما أن الجبال تسبح فى الليل والنهار كما فعلت مع داود(ص)وفى هذا قال بسورة ص"إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق "ومن الجبال من يهبط أى يسقط من خشية الله كما حدث فى جبل الميقات وفى هذا قال بسورة البقرة "وإن منها لما يهبط من خشية الله " .

المعادن :

لم يرد ذكر لكلمة المعادن وأخواتها فى القرآن وقد ذكر الله أنواع من المعادن هى :

1-الحديد :أنزل أى خلق الله الحديد فيه البأس وهو الأذى الشديد وفيه منافع أى فوائد للناس فقال بسورة الحديد"وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس "وهو لا يستعمل إلا فى حالة الليونة فى الصناعة لقوله بسورة سبأ "وألنا له الحديد "ومن طرق تليين الحديد نفخ النار عليه مصداق لقوله بسورة الكهف "أتونى زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا "وقد استعمله داود(ص) فى صناعة السابغات لقوله بسورة سبأ "أن اعمل سابغات "واستعمله ذو القرنين (ص)فى بناء سد يأجوج ومأجوج .

2-القطر :هو النحاس وهو يستعمل فى حالة السيولة أى الليونة وقد جعل الله له فى الأرض عيون أى مصادر يأتى منها فقال بسورة سبأ "وأسلنا له عين القطر "وقد استعمله ذو القرنين (ص)مع الحديد فى بناء السد حيث قال بسورة الكهف "أتونى أفرغ عليه قطرا "كما استعمله الجن الذين عملوا مع سليمان (ص)فى بناء المحاريب والتماثيل وهى الفنارات والجفان والقدور وفى هذا قال بسورة سبأ "يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات "والنحاس يتواجد فى السماء فى الشهب التى تخرج من النجوم لحرق من يريد النفاذ من أقطار السموات والأرض وفى هذا قال بسورة الرحمن "يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران"

3-الذهب 4-الفضة:معادن محببة لقلوب الناس وقد عبر الله بهما عن كنز المال بقوله بسورة آل عمران "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة "والقناطير المقنطرة تعنى المثاقيل الموزونة والناس يعملون على كنزهما مصداق لقوله بسورة التوبة "والذين يكنزون الذهب والفضة "والشكل الجامع للذهب هو الأسورة وهو يحيط إما إحاطة كاملة أو ناقصة بشىء فى الجسم وقد ذكر بقوله بسورة الزخرف "فلولا ألقى عليه أسورة من ذهب "ويستعملان كنقود هى الدينار والفضة وتسمى الفضة الورق كما بقوله بسورة الكهف "فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة ".

5-اللؤلؤ 6-المرجان :يستخرجان من البحار العذبة والمالحة مصداق لقوله بسورة الرحمن "مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأى آلاء ربكما تكذبان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان "واللؤلؤ يوجد فى شىء يسمى الكن أى المحار ويدل على هذا قال تعالى بسورة الواقعة "كأمثال اللؤلؤ المكنون "وللمرجان ألوان جذابة تسر الناس كما تسر الحور العين المسلمين فى الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبهم ولا جان فبأى آلاء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان ".

7-الياقوت :له أشكال جذابة تسر الناظرين مصداق لقوله بسورة الرحمن "كأنهن الياقوت والمرجان ".

وقد بين الله لنا أن معادن الجبال مختلفة الألوان بيضاء وحمراء وسوداء متعددة درجات اللون وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "ومن الجبال مختلفة جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود "كما بين لنا أن المعدن لابد من إيقاد النار عليه من أجل عمل الحلية وهى الزينة التى يتجمل بها الناس ومن أجل المتاع وهو صناعة الأدوات منه وفى هذا قال بسورة الرعد " وما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله ".

الألوان :

مخلوق مشاهد فى كل شىء نراه والمخلوقات كلها مختلفة الألوان مصداق لقوله بسورة فاطر "فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه "ومن الألوان ما يسر الناظرين كالأصفر الزاهى مصداق لقوله بسورة البقرة "إنها صفراء فاقع لونها تسر الناظرين "وقد ذكر الله فى القرآن خمسة ألوان الأصفر بقوله بسورة البقرة "إنها صفراء فاقع لونها "والأخضر بقوله بسورة يس "الشجر الأخضر "والأبيض والأحمر والأسود بقوله بسورة فاطر "ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ".

النبات :

يقصد به الزرع والمزروعات وليس المعنى العام المعروف وقد بين الله لنا التالى عنه :

أن أصل النبات هو الماء ومنه تتكون المادة الخضراء التى يخرج النبات منها كل الثمار على اختلاف مسمياتها نخل وعنب وحب وزيتون ورمان وغيره وكل نوع من النبات ينقسم لقسمين :متشابه وهو المتماثل والمراد الصنف الواحد وغير المتشابه وهو المختلف ويراد به أصناف النوع الواحد المختلفة والتى يكون بينها اختلاف فى الحجم أو اللون أو الطعم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وهو الذى أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شىء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه "والنبات الواحد مثل النخيل رغم أنه يسقى بماء واحد إلا أن أصنافه تختلف فى الطعم واللون والحجم وهذا يرجع إلى أن كل صنف يمتص العناصر الغذائية بنسب مئوية مختلفة عن الأصناف الأخرى والناس يفضلون بعض الأصناف على بعض عند الأكل وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "نخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل "وزارع النبات هو الله وأما الإنسان فمهمته الحرث أى وضع الزرع ورعايته وفى هذا قال بسورة الواقعة "أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون "والله هو منشىء الشجرة وليس الإنسان مصداق لقوله بسورة الواقعة "أفرأيتم النار التى تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون "ووظيفة الزرع هى إطعام الناس وأنعام الناس مصداق لقوله بسورة السجدة "فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم "وأكله أى طعمه مختلف لقوله بسورة الأنعام "والزرع مختلفا أكله "ومراحل عمر النبات هى الإخضرار أى الإنبات الذى يكون فيه النبات أخضر وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "فأخرجنا منه خضرا "ثم التمايز وهو الاختلاف فى الألوان بعد الإخضرار وفى هذا قال بسورة الزمر "ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه "ثم الهياج وهو الوصول لمرحلة الإصفرار وهو النضج الكامل وفى هذا قال بسورة الزمر "ثم يهيج فتراه مصفرا "ثم التحطم وهو الفناء مصداق لقوله بسورة الزمر "ثم يجعله حطاما" وأما مراحل النمو فهى إخراج الشطء أى البراعم ثم الاستغلاظ وهو الاشتداد والكبر ثم الاستواء على السوق وهو الاستقرار على الفروع وهو ما نسميه الاثمار وفى هذا قال بسورة الفتح"ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ".

الحدائق :

هى المجموعات الشجرية أيا كان نوع شجرها وهى نوعين :

المعروشات وغير المعروشات بدليل قوله بسورة الأنعام "وهو الذى أنشأ جنات معروشات وغير معروشات "ونظام الحدائق يقوم على أساس وجود محصول رئيسى للحديقة كالعنب كما بحديقتى سورة الكهف حيث قال "واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب "ووجود سياج من أشجار أقوى من المحصول الرئيسى وهو فى حديقتى الكهف النخل وفى هذا قال "وحففناهما بنخل "وبين أشجار الحديقة الرئيسية وبينها وبين أشجار السياج يوجد زرع أيضا مصداق لقوله بسورة الكهف "وجعلنا بينهما زرعا "ويجب أن يكون للحديقة موردا لريها لقوله "وفجرنا خلالهما نهرا".

الزيتون :

نبات شجرى ينمو بعضه فى جبل الطور بسيناء ومن ثماره يخرج الدهن وهو الزيت والثمار نفسها صبغ أى طعام للآكلين وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين "وكل كوكب أى نجم مصدر نوره هو شجرة الزيتون المباركة التى تشتعل النيران بزيتها وهى وسط الكوكب وهذا الزيت يضىء بلا نار تمسه وفى هذا قال تعالى بسورة النور "كأنه كوكب درى يوقد من شجرة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار "والزيتون يزرع فى شكل جنات أى حدائق مصداق لقوله بسورة الأنعام "وجنات من أعناب وزيتون "

النخل :

أشجار مظلية وهى تنتج قنوان أى ثمار هى البلح وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ومن النخل من طلعها قنوان دانية "والنخل يستخدم كحفاف أى كسور يحمى الجنات من الأخطار التى قد تصيب النبات الرئيسى وفى هذا قال بسورة الكهف "واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا "والنخل ووقت الإثمار إذا هز الإنسان ساقه أسقط عليه بلحا منه الرطب الجنى وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلى "ومن ثم يأكله ،وقد ذكر الله بعض أجزاء النخلة وهى الجذع أى الساق فى قوله بسورة مريم "وهزى إليك بجذع النخلة "والأكمام هو القنوان أى سباطات البلح فى قوله بسورة الرحمن "والنخل ذات الأكمام "والطلع وهو الجزء فى رأس النخلة منه تخرج السباطات بقوله بسورة الأنعام "ومن النخل من طلعها قنوان دانية "والعرجون وهو الجريد الذى يتقوس من القدم بقوله بسورة يس"حتى عاد كالعرجون القديم "والنخيل منه الصنوان وهو المتشابه وغير الصنوان وهو المختلف وفى هذا قال بسورة الرعد "نخيل صنوان وغير صنوان "وهو كله يسقى بماء واحد وفى تربة واحدة إلا أنه يخرج مختلف الطعم فيفضل الناس بعض الأصناف على بعض فى الأكل وفى هذا قال بسورة الرعد "نخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل "والإنسان يستخدم النخل فى الرزق الحسن وهو الأكل والعصير وغير ذلك وفى السكر وهو الخمر وفى هذا قال بسورة النحل "ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ".

اليقطين :

هو نبات القرع وله أوراق عريضة تظلل على من يقعد تحتها وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين "وهذا يعنى أن له فوائد طبية .

العنب :

نبات شجرى له ثمار سكرية الطعم وهو يزرع فى شكل جنات أى حدائق مصداق لقوله بسورة الرعد "وجنات من أعناب "والإنسان يستخدم ثمار العنب إما فى السكر وهو صناعة الخمر وإما فى الرزق الحسن وهو أكله أو عمله زبيب أى عنب مجفف وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ".

الرمان :

شجر له ثمار كروية الشكل لها طعم حلو نوعا ما وهو كبقية النباتات أصله الماء وهو يكون فى أوله شجرة خضراء وثماره منها المشتبه أى المتماثل وغير المتشابه وهو غير المتماثل أى المختلف عن غيره وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "والرمان مشتبها وغير متشابه ".

السدر :

نبات شجرى يسمى النبق عند الناس و ينمو فى أرض سبأ شىء قليل منه وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "وبدلناهم بجنتيهم بجنتين ذواتى أى أكل خمط وأثل وشىء من سدر قليل ".

التين :

نبات شجرى له ثمار ذات طعم حلو وذكر بقوله بسورة التين "والتين والزيتون ".

الآب :

هو العشب وهو نافع لأنعام البشر لقوله بسورة عبس "وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم ".

الريحان :

هو كل نبات له رائحة زكية وقد ذكر بقوله بسورة الرحمن "والحب ذو العصف والريحان".

القضب :

كل نبات له ساق تؤكل مثل القصب وذكر بقوله بسورة عبس "وعنبا وقضبا ".

الخمط :

شجر ينمو بصورة جنات وهو يؤكل وينبت فى أرض سبأ وفى هذا قال بسورة سبأ "وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط " .

الأثل :

هو شجر ينمو بصورة جنات يؤكل ثمرها فى سبأ ويسمونه الطرفاء وفى هذا قال بسورة سبأ "وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط وأثل ".

البقل ،القثاء،الفوم ،العدس ، البصل :

البقل هو نباتات تنتج حبوب تسمى البقول منها الفول والقثاء وهو نبات زاحف ينتج ثمار طويلة بها لب طرى والفوم وهو الفاكهة والعدس وهو نبات يخرج حب صغير أحمر أو بنى والبصل وهو نبات ثمره كروى قشوره ملتفة حول بعضها له رائحة نفاذها وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها "وهى تنمو فى مصر لقوله بنفس الآية "اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم ".

الخردل :

نبات ثمره حبوب صغيرة وقد ذكر بقوله بسورة لقمان "إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن فى صخرة أو فى السموات أو فى الأرض يأت بها الله ".

الحب :

يطلق على ثمار مجموعة من النباتات ثمرها هو الحبوب المتراكبة أى المتراصة بجانب بعضها وفوق بعضها وفيها قال تعالى بسورة الأنعام "فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا "والحبوب لها عصف أى غلاف أى ورق يحميها وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "والحب ذو العصف "ومن الحبوب حبة تنبت سبع سنابل وفى كل سنبلة مائة حبة وقد يزيد الله العدد من14:7 سنبلة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "وخير وسيلة لحماية الحب من الفساد أن نذره أى ندعه أى نتركه فى سنبله أى غلافه أى ورقه مصداق لقوله بسورة يوسف "فما حصدتم فذروه فى سنبله إلا قليلا مما تأكلون ".

الطير :

مخلوقات لها جناحين تساعدها على العلو للجو والبقاء فيه لمدد مختلفة وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ولا طائر يطير بجناحيه "وهى تعيش فى جماعات مثل الناس مصداق لقوله السابق "وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم "وأساس طيران هذه المخلوقات هو أن الله أعطاها ما يمسكها فى الهواء أى ما يبقيها فيه وهو الجناحين وتحريكهما فبواسطة الجناحين يقبضن أى يبقين أى يمسكن الهواء فلا يقعن وفى هذا قال تعالى بسورة الملك "أو لم يروا إلى الطير مسخرات فى جو السماء ما يمسكهن إلا الله "وللطير منطق أى لغة كلامية تتحدث بها وفى هذا قال بسورة النمل "يا أيها الناس علمنا منطق الطير "ومن وظائف الطير التأويب وهو التسبيح لله مصداق لقوله بسورة سبأ "ولقد أتينا داود منا فضلا يا جبال أوبى معه والطير "وأيضا العمل فى جيش سليمان (ص)مصداق لقوله بسورة النمل "وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير "وأيضا إطعام البشر كطير المن أى السلوى الذى كان يأكله بنو إسرائيل وأيضا رمى البشر بالعذاب مصداق لقوله بسورة الفيل "وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل "وأما أكل الطير فمنه الخبز لقوله بسورة يوسف "إنى أرانى أحمل فوق رأسى خبزا تأكل الطير منه "ومنه أكل رأس الإنسان مصداق لقوله "وأما الأخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه "ومنه أكل الإنسان كله بالخطف مصداق لقوله بسورة الحج "ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير "والطيور تطير فى صفوف مصداق لقوله بسورة النور "والطير صافات ".

النحل :

النحل طير أمره الله أن يسكن فى ثلاث أماكن هى الجبال والشجر والخلايا التى يعرشها أى يبنيها لها البشر وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون "كما أمره أن يأكل من كل الثمرات وهى النباتات ومن ثم فهو المخلوق الوحيد المعروف لنا الذى يأكل كل النباتات حلوها ومرها وحامضها بشهية مصداق لقوله بسورة النحل "ثم كلى من كل الثمرات "كما أمره أن يسير فى سبل مذللة والمراد أن يسلك فى طيرانه طرق يعرف معالمها ليعود لمساكنه فى يسر وفى هذا قال بنفس السورة "فاسلكى سبل ربك ذللا "والله يخرج من بطون النحل عسل أى شراب له ألوان متعددة فيه دواء لأمراض الناس الجسمية وفى هذا قال "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس"

الذباب :

طير صغير فى اعتقاد الناس أنه مؤذى لهم وقد بين الله لنا أن الكفار وآلهتهم لا يقدرون على خلق الذباب الذى إذا سلبهم شىء أى أخذ منهم شىء من طعامهم أو أجسامهم أو غيره لن يقدروا على استرداده منه مهما فعلوا وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ".

الهدهد :

طير له منقار طويل وعرف وريشه له ألوان جميلة وكان أحد الهداهد يعمل جنديا بجيش سليمان (ص)فوجده غائبا عن مكانه فتوعده وفى هذا قال بسورة النمل "وتفقد الطير فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين "وقد قام الهدهد بمهمة استخبارية أتى فيها بخبر سبأ اليقين فتأكد سليمان (ص)من خبره بإرساله لهم برسالة ردوا عليها.

الجراد :

طائر وبتعبير الناس حشرة طائرة أرسلها الله لقوم فرعون عقابا لهم وفى هذا قال بسورة الأعراف "فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد "وله أعداد كثيرة جدا تنتشر فى المكان وفى هذا قال بسورة القمر "خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر "

الفراش :

طائر أو بتعبير الناس حشرة طائرة أعدادها هائلة تبث أى تنتشر فى المكان وفى هذا قال تعالى بسورة الزلزلة "يوم يكون الناس كالفراش المبثوث ".

المن :

هو السلوى وهو طائر عند الناس كان الله يرسله من الجو لبنى إسرائيل ليأكلوه كطعام وحيد لهم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وأنزلنا عليكم المن والسلوى "وسماه بنو إسرائيل طعام واحد فى قولهم بسورة البقرة "لن نصبر على طعام واحد ".

الحيوان :

الأنعام :

لفظ يطلق على مجموعة حيوانات من ذوات الأربع عددها ثمانية هى ذكر وأنثى كل من الإبل والضأن والبقر والمعز وفى هذا قال بسورة الأنعام "ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل أالذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبؤنى بعلم إن كنتم صادقين ومن الإبل اثنين ومن المعز اثنين "وقد بين لنا الله التالى عنها

أن الأنعام تحمل متاع أى أثقال على ظهورها من مكان لأخر وفى هذا قال بسورة النحل "وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس "ويشرب الإنسان لبنها مصداق لقوله بسورة النحل "وإن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا "ويصنع من صوفها ووبرها وشعرها أثاث أى متاع أى منافع تجلب له الدفء وهى الملابس والمفارش والفرش والأغطية وفى هذا قال بسورة النحل "ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا "ويأكل الناس لحومها مصداق لقوله بسورة النحل "والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون "ويصنع الناس من جلودها مساكن يركبونها ويحلونها كيف أرادوا وفى هذا قال بسورة النحل "ومن جلود الأنعام بيوتا "ويركب الناس على ظهور الأنعام ويقول الراكب سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون وفى هذا قال بسورة الزخرف "وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره"وللناس فيها جمال أى زينة أى نفع وقت الراحة ووقت السروح وهو العمل وفى هذا قال بسورة النحل "ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون "ولها نظام معين فى الأكل مصداق لقوله بسورة محمد "ويأكلون كما تأكل الأنعام "وقد بين الله لنا أن البقر فيه السمان والعجاف فقال بسورة يوسف "يوسف أيها الصديق أفتنا فى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف "ومنه من يساعد الإنسان فى إثارة الأرض وسقى الزرع ومنه من لا يساعد وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث "وهذا يعنى أن منه الذلول السهل القياد ومنه الصعب القياد ومن البقر ما لونه أصفر فاقع يسر من ينظر له وفى هذا قال بسورة البقرة "إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين "ومنه الفارض أى العجوز والبكر وهو الصغير ومنه الوسط بينهما وهو الشاب وفى هذا قال بسورة البقرة "إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك "كما بين الله لنا أن البقر متشابه فى الصفات على لسان بنى إسرائيل حيث قال بسورة البقرة "فاقع لونها تسر الناظرين "ومنه الفارض أى العجوز والبكر وهو الصغير ومنه الوسط بينهما وهو الشاب وفى هذا قال بسورة البقرة "إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك "كما بين الله لنا أن البقر متشابه فى الصفات على لسان بنى إسرائيل حيث قال بسورة البقرة "إن البقر تشابه علينا "وأما الغنم فهى تحل الحرث وهو الزرع من أجل الأكل حتى أنها لا تهتم بالمشاكل بين البشر التى تحدثها إن هى أكلت من أرض غير أرض صاحبها وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وداود وسليمان إذ يحكمان إذ نفشت فيه غنم القوم "ويستعمل الإنسان فى جمعها وتأديبها العصا وفى هذا قال بسورة طه "قال هى عصاى أتوكأ عليها وأهش بها على غنمى " .

الخيل :

هى الأفراس وهى من ذوات الأربع والشعر وقد خلقها الله ليركبها الناس وجعلها زينة أى نافعة فى أمور أخرى وفى هذا قال بسورة النحل "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة "وعلى الإنسان الإعتناء بها بمسحها كما فعل سليمان (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة ص"فطفق مسحا بالسوق والأعناق "

البغال :

من ذوات الأربع وهى حيوانات وسط بين الخيل والحمير لأنها ناتجة من جماعهما ولذا فهى عقيمة لا تلد مثلها وقد خلقها الله ليركبها الناس وجعلها لهم زينة أى نافعة لهم أمور أخرى كحمل أثقالهم وفى هذا قال بسورة النحل "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة "

الحمير :

من ذوات الأربع خلقها الله ليركبها الناس وجعلها زينة أى نافعة لهم فى أمور أخرى وفى هذا قال بسورة النحل "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة "وهى تحمل متاع الإنسان كالأسفار وهى الكتب كما قوله بسورة الجمعة "كالحمار يحمل أسفارا "والحمير تهرب من القسورة وهو صاحبها بسبب قسوته أو غير ذلك وفى هذا قال بسورة المدثر "كأنها حمر مستنفرة فرت من قسورة "

الكلب :

من ذوات الأربع وهو يؤدى مهام عدة منها حراسة البيوت كما فعل كلب أهل الكهف بحراسته لهم على باب الكهف وفى هذا قال بسورة الكهف "وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد "وهو الباب ويقوم الإنسان بتدريبه على صيد الحيوانات البرية لقوله بسورة المائدة "وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله "وهو يمسك الحيوانات للإنسان مصداق لقوله بسورة المائدة "فكلوا مما أمسكن عليكم "ومن صفات الكلاب اللهاث سواء هجم عليه أحد أو تركه دون هجوم وفى هذا قال بسورة الأعراف "فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ".

الفيل :

من ذوات الأربع الضخام وله خرطوم طويل والناس يستخدمونه كما فعل أصحاب الفيل عندما أرادوا منه هدم الكعبة فجعل كيدهم يرتد لهم فهاجمهم الفيل مع الطير الأبابيل وفى هذا قال بسورة الفيل "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم فى تضليل ".

الخنزير :

حيوان من ذوات الأربع يتغذى على القاذورات غالبا ومن أجل هذا فمن يأكل لحمه يتعرض للأمراض ومن ثم فقد حرم الله على المسلمين أكل لحمه فقال بسورة المائدة "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير "

القردة :

حيوان من ذوات الأربع ولكنه يعتمد على رجليه أكثر فى المشى وهو يجيد القفز وله ذيل وشعر كثيف وقد بين الله لنا أنه حول بعض الناس لقردة وخنازير فى أجسامهم عقابا لهم فقال بسورة المائدة "وجعل منهم القردة والخنازير ".

الذئب :

من ذوات الأربع مفترس قد يهاجم الإنسان ويأكله إن قتله وفى هذا قال بسورة يوسف " إنى ليحزننى أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب ".

الضفادع :من ذوات الأربع وهى تعيش فى الماء والبر ولها صوت مزعج خاصة فى سكون الليل وقد جعلها الله عقابا لقوم فرعون فقال بسورة الأعراف "فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ".

القمل :

دواب صغيرة الحجم تتغذى على أجسام الحيوانات وقد جعلها الله عقابا لقوم فرعون كما قال بسورة الأعراف .

العنكبوت :

دابة لها العديد من الأرجل وقد ذكر الله أنها تبنى لنفسها بيتا وهو أوهن البيوت وفى هذا قال بسورة العنكبوت "مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ".

النمل :

من الدواب الصغيرة له مساكن يعيش بها وللنمل جنود تحذر أفراده من الخطر وهو يحذر أفراده بالكلام وفى هذا قال بسورة النمل "حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون "

دابة الأرض :

من الدواب الصغيرة ويسمونها الأرضة وهى تحفر فى الأخشاب وتأكلها من الداخل حتى تصبح هشة كما فعلت بعصا سليمان (ص)التى انكسرت بسبب أكل الدابة لداخل العصا وفى هذا قال بسورة سبأ "فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته ".

الثعبان :

دابة تسير على بطنها وتسمى الجان والحية تتميز غالبا بالطول وهى تهتز أى تتحرك بسرعة مصداق لقوله بسورة القصص "فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب "والإنسان يخاف منها غالبا ويجرى وهى تسعى أى تتحرك لتلقف أى لتبتلع طعامها وفى هذا قال بسورة الأعراف "فإذا هى تلقف ما يأفكون ".

الإنس والجن :

نوعان من الخلق يسميهم الله فى الوحى الناس وقد قبل الإنسان من الله الأمانة وهى أن يكون لديه الحرية فى الإختيار بين الإسلام والكفر بعد أن رفضتها كل المخلوقات بعد أن أعطاها الله ساعتها حرية تحمل الأمانة أو رفضها وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان وقد سخر الله لهما الكون بسمواته وأرضه فقال بسورة الجاثية "وسخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه "

نهاية الكون :

جعل الله لكل شىء أجل وجعل أجل الكون بسمواته وأرضه ينتهى فى يوم القيامة حيث يهدم الله الكون بسمواته وأرضه ويخلق بدلا منهما سموات وأرض جديدة وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم "يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات ".

والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات: