الخميس، 13 أغسطس 2009

قيام وسقوط الدول

بسم الله الرحمن الرحيم

قيام وسقوط الدول

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :

هذا كتاب قيام وسقوط الدول وهو يبحث فى قيام وسقوط الدول عبر التاريخ ويخص بالذكر الدولة الإسلامية فى عهدها الأخير الذى ابتدأ بمحمد (ص).

قانون الدول :

قانون الدول يراد به السنة التاريخية فى قيام الدول وسقوطها وهو ينص على أن الدولة تقوم نتيجة رضاء مجموعة من الناس بمجموعة من الأحكام تسمى الدين وتحكمهم فى قطعة أرض يطبقون عليها أحكام دينهم وتسقط الدولة نتيجة تفرق الناس فى أمر الدين الذى رضا به الأباء من قبل وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون "وقال بسورة الروم "ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون "ويسمى قيام الدولة إيتاء الملك أى العزة ويسمى سقوطها نزع الملك أى الذل وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء ".

سقوط الدولة الإسلامية فى كتب التاريخ :

إن الدولة الإسلامية بدء من أدم (ص)قامت ثم سقطت ألوف المرات ويكفى أن نقول أن كل رسول من رسل الله غالبا كان بداية لوجود الدولة الإسلامية فى عهده ونقول غالبا لأن بعض الرسل (ص)قتلوا قبل إقامتهم للدولة مثل بعض رسل بنى إسرائيل وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون "وبعد ختام عهد النبوة بمحمد(ص)سيكون وجود الدولة الإسلامية متعدد المراحل ومن هذه المراحل مرحلة أدم (ص)ومرحلة نوح(ص)ومرحلة إبراهيم (ص) 000 والدولة الإسلامية المرادة التى ابتدت بمحمد(ص)وقد سقطت فى كتب التاريخ الكاذبة بحدوث نزاع بين فريقى على ومعاوية وقد تقاتل الفريقان ولم تسفر الحرب عن انتصار فريق على الأخر ولكن نتيجة مقتل على على يد أحد الخوارج انتصر فريق معاوية وبدأ فى تغيير دين الله .

هل ما جاء فى كتب التاريخ صادق ؟

إن كتب التاريخ حكت لنا عن السقوط المدوى للدولة الإسلامية والذى سبق ذكر طريقته وهى استيلاء معاوية على الحكم بالإرهاب وعمله على تغيير أحكام الشريعة بعمل تشريعات مخالفة للإسلام مثل توريث الخلافة وإقامته فى القصور وتمييزه لأقاربه وأنصاره عن باقى الناس ولكن هل نصدق هذا ؟قد يقول قائل ولما لا ؟ويقول ألا يكفى إجماع المؤرخين والناس على هذا منذ القديم؟ونرد على هذا بقولنا :لو كان هذا كافيا لوجب أن نصدق الكفار لأنهم أجمعوا على أن دينهم هو دين الله الحق ،إذا المسألة لابد من أن تناقش حسب وحى الله لمعرفة الحق من الباطل فى هذه الكتب ،إن ما حدث مع على ومعاوية فى التاريخ كذب للتالى :

-أن معاوية حول الدولة الإسلامية لدولة كافرة والصحابة على قيد الحياة وهو ما يخالف قوله تعالى بسورة مريم "فخلف من بعدهم أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "فالدولة تقع فى عهد الخلف وهم الأولاد أو أولاد أولادهم 000أو من بعدهم وهنا ليس هناك خلف وإنما الذين أقاموا الدولة على قيد الحياة .

-أن الصحابة لو تركوا معاوية يتولى الخلافة دون قتال يموتون فيه لكانوا كفرة ولو اتفقنا على أن بعضهم كفر فتركه فإننا لا نسلم بأن الباقين سيتركونه لمعرفتهم أن نصيب من يركن للظالم هو النار وفى هذا قال تعالى بسورة هود"ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار "وقد أعلن الله رضاه عنهم بقوله بسورة المجادلة "رضى الله عنهم ورضوا عنه ".

-أن تولى معاوية الخلافة أو طلبه لها باطل مع وجود الصحابة والسبب أنه من أنفق وقاتل بعد فتح مكة له درجة السلطة على من أنفق وقاتل بعد الفتح ومعاوية ممن أسلموا بعد الفتح وعليه فهو أقل درجة من الصحابة الذين أنفقوا وقاتلوا من قبل الفتح ومن ثم لا يجوز أن يتولى الأقل درجة على الأعظم درجة لأنه لو حدث لكفر معاوية وفى وجوب تولى المسلمين قبل الفتح السلطة قال تعالى بسورة الحديد "لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا ".

-أن معاوية حسب التاريخ كان فى فريق الباطل وعلى فى فريق الحق وقد انتصر فريق الباطل على الحق مع أن الله يقول بسورة الصافات "وإن جندنا لهم الغالبون ".

فجند الله هم أهل الحق الغالبون ومع هذا نجدهم هم المهزومون وهو ما يخالف القرآن .

-أن الروايات تبين أن المسلمين جهلة لا يعرفون أحكام الوحى فرغم قتال فريق على وفريق معاوية حسب الروايات التاريخية لا نجد المسلمين الباقين قد قاموا بالإصلاح بينهم أو قتال من يرفض الصلح وكأن الصحابة قد نسوا قوله تعالى بسورة الحجرات "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم " و"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما "وطبعا لو كان حدث القتال والفرقة لكان الحادث هو إصلاح الأخرين بينهم .

-تبين لنا الروايات أن سبب قتال معاوية لعلى هو مطالبته بدم عثمان باعتباره وليه وهذا كذب بين للأتى :أن معاوية ليس ولى دم عثمان إن كان قد قتل وهو ما لم يثبت عندى لأن أولياء الدم هم الورثة نسبا أو بالزواج وقد كان لعثمان حسب رواياتهم ابن هو أبان وزوجة ولذا فهما وليا الدم وحتى يوجد ابن عم له هو مروان بن الحكم وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطان فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا "ولو بحثنا لوجدنا أن معاوية بعيدا جدا عن ولاية الدم لكونه من الأقارب الأباعد الذين لا يرثون .

قانون سقوط الدول :

إن أى دولة من الدول سواء فى الماضى أو فى الحاضر أو فى المستقبل تسقط بسبب تفرق ناسها فى دينهم أى تموت الدولة إذا اختلف الناس فيها فى الأحكام التى رضا بها الآباء والأجداد وهذا الاختلاف يعنى أن تذهب كل جماعة لتفسير الدين حسب هواها الخاص الذى رضت به وفى هذا قال تعالى بسورة الروم "ولا تكونوا من المشركين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون "وقال بسورة المؤمنون "وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون "وهذا يعنى أن كل جماعة بعد أن تعتنق هذا التفسير الخاص بها لدينها تقوم بالإنفصال بالقوة عن الأخرين وتكون لنفسها دولة خاصة بها والذين يحدثون الاختلاف فى تفسير الدين هم الأغنياء أى أهل الفرقة أى أكابر المجرمين وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها "وقال بسورة الأنعام "وكذلك جعلنا فى كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها ".

هل يمكن سقوط الدولة بسبب الحرب ؟

الدولة الإسلامية لا يمكن أن تسقط بسبب القتال مهما كان عدد القتلى للتالى :

-أن جند الله وهم المسلمون هم الغالبون وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "وإن جندنا لهم الغالبون ".

-أن المسلمين لو كانوا قلة فسينتصروا على كثرة الكفار لقوله على لسان المؤمنين بسورة البقرة "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ".

-أن الله جعل الحد الأقصى لقوة المسلم فى مقابلة الكفار هو أن يهزم المسلم الواحد عشرة من الكفار وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال "يا أيها النبى حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا "وجعل الحد الأدنى لقوة المسلم هو أن يهزم المسلم اثنين من الكفار فقال"الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ".

التآمر على إسقاط الدولة الإسلامية :

إن الدولة الإسلامية سقطت نتيجة مؤامرة كبرى اشترك فى تدبيرها أهل الأديان الأخرى كلهم أو جزء كبير منهم والمنافقون وكان القائمون بها هم أغنياء الكفار أى أكابر المجرمين أى المترفون وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وكذلك جعلنا فى كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها "وكانت هذه المؤامرة موجودة فى عهد النبى (ص)نفسه ولكنها ظلت مهزومة لأن المسلمون كانوا يقضون على كل فتنة أولا بأول ومن الآيات الدالة على التآمر قوله تعالى بسورة الحشر "ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم ".

وأما كيفيات إسقاط الدولة فكثيرة عند التخيل ولكن المهم فيها هو أن المسلمين كثير منهم كان عنده استعداد لإسقاطها لحبه للشهوات أى كفرهم أى إضاعتهم للصلاة وهى طاعة حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "

ولو جلسنا نتصور الكيفيات لوجدنا أن كل التصورات أساسها واحد وهو أن السقوط يبدأ من أعلى بمعنى من عند الرؤساء وأما الأسفل وهو العامة فالسقوط لا يبدأ من عندهم وإن كان لديهم الإستعداد للسقوط والدليل أن الله بين لنا أن المترفين وهم أكابر المجرمين هم الذين يبدئون بالفسوق أى بالكفر وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام"وكذلك جعلنا فى كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها "ولذا قيل الناس على دين ملوكهم ومعنى هذا أن الناس يغيرون دينهم إذا غير الرؤساء دينهم وأما إذا ثبتوا على دينهم فالعامة تثبت،إذا الدولة هلكت أى سقطت لأن أهلها لم يكونوا مصلحون وفى هذا قال تعالى بسورة هود"وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون " فالمترفون فسقوا والعامة ركنوا لهم فتركوهم يفسدون لذا كان جزاء الكل النار وفى هذا قال تعالى بسورة هود "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار " وبناء على ما سبق نقول إن المترفين وهم أكابر المجرمين الذين تولوا مناصبهم الكبرى بالمكر والخداع هم المسقطين للدولة الإسلامية وقد استخدموا فى هذا وسائل كثيرة أهمها :

تحريف الوحى الإلهى عن معانيه وكتمه وقتل أهل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والفقهاء وتعذيبهم وإلصاق التهم بهم وإثباتها بالأدلة والشهود الزور ويمكننا أن نقول أن الدولة الإسلامية بعد أن تحولت لكافرة ظلت على اتحاد بلادها مدة ثم تفرق وتنازع المجرمون ومن ثم انفصلت كل بلدة عن الأخرى بأكابر مجرميها والسبب هو أن كل منهم كان يرى أنه الأحق بتولى الرياسة .

الذهاب نحو السقوط :

إن الدولة الإسلامية اتخذ المتآمرون قبل سقوطها تدابير تؤدى لسقوطها وقد انحصرت فى تدبيران هما تحريف جزء كبير من الوحى وكتمه وتغيير نظام الإقتصاد ومن المعلوم أن اقتصاد الدولة الإسلامية يقوم على وراثة المسلمين لخيراتها بالتساوى حسب النصوص ومن ثم لم يكن بينهم فروق فى المال سوى فروق طفيفة سببها أحكام شرعية مما يعنى أن الكل ليسوا محتاجين وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "ومن المعلوم أن الدولة لكى تسقط لابد من وجود طبقة المترفين وهى غير موجودة فى الدولة الإسلامية ومن ثم كان طريق إيجادها تغيير نظام الإقتصاد والذى تغير فيه أولا بتحريف جزء من الوحى إباحة التجارة الفردية بمعنى أن لكل فرد الحق فى العمل بالتجارة خارج مؤسسات التجارة التابعة لكل الأفراد وهى باطلة وقد أباحها الله بشرط تراضى الأطراف لقوله بسورة النساء "يا أيها الذين أمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم " ونتيجة للتجارة الفردية بدأت الأموال تتكدس عند التجار وبذا نشأت طبقة المترفين وكان هذا استغلال للرخصة وترك الحكم الأفضل .

خطوات السقوط :

قامت خطة إسقاط الدولة على الأسس التالية :

1-تحريف الوحى عن معانيه .

2-التخلص من العلماء فى كل البلاد بالقتل والسجن وإلصاق التهم الزور والتعذيب وغير هذا وسوف نشرح هذا :

1-تحريف الوحى :

قام المترفون بالتالى :الخطوة الأولى :التفسير الخاطىء للنصوص تلاها أو سبقها اخفاء مكان الكعبة الحقيقية الموجود فيها الوحى الإلهى الكامل بتفسيره الصحيح ومن أمثلة النصوص التى تم تفسيرها على هوى القوم قوله بسورة البقرة "وأحل الله البيع "فقد فسرها القوم بأن كل شىء يباع ويشترى رغم أن هناك أشياء لا تباع كالبيوت لأن لكل إنسان لابد له من بيت يأويه والسلاح لأن السلاح للمجاهدين والشرطة وهيئة الأمر وليس من حق أحد غيرهم حمل السلاح وبناء على هذا التفسير الخاطىء أصبح هناك مسلمون بلا بيوت ونشأت طبقة الفقراء لأن البيوت سددت ديونهم للمترفين والخطوة الثانية هى استغلال الناسخ والمنسوخ بمعنى أن القوم استغلوا وجود حكمين أو أكثر فى مسألة واحدة من أجل إباحة ما حرم الله ومن أمثلة هذا إباحتهم زواج المسلمين من الكتابيات بناء على قوله بسورة المائدة "اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب "بينما هذا الحكم منسوخ بقوله بسورة الممتحنة "ولا تمسكوا بعصم الكوافر "وقوله بسورة البقرة "ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن "وقوله بسورة النور "الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات "و"وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ".

الخطوة الثالثة "الزيادة فى الوحى والمراد أن القوم أضافوا للوحى نصوص من تأليفهم وقد انصبت كلها فيما يسمى الحديث الشريف زورا.

الخطوة الرابعة الإفتراء على عباد الله والمراد أن القوم ألفوا أقوال وكلمات وتواريخ وكتب كاذبة ونسبوها للمسلمين .

2-التخلص من العلماء فى الخطوات التالية :

-اغتيال العلماء المعروفين بعدم تنازلهم عن الحق بطرق تبين أن أعداء الخارج هم الذين قاموا بهذا .

-العمل على ترغيب العلماء الأخرين فى متاع الدنيا بعرض المناصب والأموال والنساء.

-العمل على إلصاق التهم الزور بالعلماء الذين لم يستجيبوا للترغيب فى متاع الدنيا ومحاكمتهم وتنفيذ أحكام العقوبات فيهم .

-العلماء الذين أفلتوا من الإغتيال والترغيب وإلصاق التهم عمل المترفون على تعذيبهم ومطاردتهم وإكراههم على إصدار فتاوى تخالف الإسلام .

-وبعد أن تم للقوم تنفيذ الأساسين قاموا بتغيير أحكام الدولة والإسلام حسبما صورت لهم شهواتهم .

زمن الدولة الإسلامية :

يقال فى التاريخ أن زمنها 40 سنة وهذا غير صحيح لأنها تسقط فى عهد الخلف وهم أولاد الصحابة أو من بعدهم مصداق لقوله تعالى بسورة مريم "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "وحسب الروايات التاريخية فقد مات معظم الصحابة فى حدود السبعين من الهجرة ومات أخرهم حوالى سنة مائة ومن ثم فسنة السقوط بعيدة عن سنة 40 .

بلاد الدولة الإسلامية :

حسب الروايات التاريخية كان أقصى اتساع للدولة من الصين للمغرب والأندلس وبلاد الغال ومن القوقاز إلى وسط أفريقيا وهو كلام خبل لقوله تعالى بسورة النصر "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا "فهنا دخل كثير من سكان العالم فى الإسلام برضاهم كما أن الروم انهزموا فى عهد النبى (ص)نفسه وانهارت دولتهم لقوله بسورة الروم "ألم غلبت الروم فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله "كما أن الله أورث المسلمين أرضا لم يطؤها حتى وقت نزول الآية فقال بسورة الأحزاب "وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤها ".

إذا الدولة فى عهد النبى (ص)ومن بعده شملت العالم كله حتى ما يسمونه العالم الجديد والذى كان معروفا لهم وإن زعم التاريخ الكاذب أنهم يجهلونه بدليل قوله تعالى بسورة الأنبياء "ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون ".

على ماذا يتوقف بقاء الدولة ؟

يتوقف بقاء الدولة الإسلامية على وجود أولى بقية أى عقل ينهون عن الفساد بالقول والعمل بتطبيق عقوبات الشرع على المفسدين وفى هذا قال تعالى بسورة هود "فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد فى الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم "وسقوط الدولة سببه انعدام وجود هؤلاء القوم .

دولة الظلم ودولة العدل :

يقال دولة الظلم ساعة ودولة الحق حتى قيام الساعة وهو كذب لأن دولة الظلم موجودة حتى قيام الساعة بدليل استمرار وجود الاختلاف فى الدين بين الناس مصداق لقوله بسورة يوسف "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم "والحق هو أن الدنيا دول بمعنى أن دولة الحق توجد فى عصر وتنعدم فى عصر أخر وأما دولة الباطل فهى لا تنعدم إلا فى حالات قليلة .

اختلاف الدول:

تختلف الدول فى مساحة سلطانها وفى زمان وجودها وقوتها وآثارها وعدد سكانها وفى هذا قال تعالى بسورة غافر "أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا فى الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون "ومما ينبغى قوله أن وجود الدولة فى الماضى أو الحاضر أو فى المستقبل لا يعنى شىء والمراد أن الدولة فى الزمن الحالى ليست أقوى أو أفضل من الدولة فى الزمن الماضى أو أن الدولة فى المستقبل ستكون أقوى من دول الحاضر أو دول الماضى فقد كان هناك دول فى الماضى فاقت دول الكفر فى عهد الرسول (ص) رغم تقدم الأخيرة فى الزمن حتى أن دول الحاضر فى عهد الرسول (ص)لم تبلغ عشر قوة دول الماضى وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما أتيناهم "ودولة قارون كان هناك قبلها من هو أشد قوة منها وأكثر عددا وفى هذا قال تعالى بسورة القصص "أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا "

ليست هناك تعليقات: