الأربعاء، 12 أغسطس 2009

الختان فى الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :

هذا مقال عن الختان

معنى الختان :

إن الختان هو قطع جزء من العضو البولى التناسلى للذكر أو الأنثى

أنواع الختان الأنثوى:

ينقسم الختان الممارس فى العالم الآن لأربعة أنواع هى :

الأول الخفاض السودانى ويسمى بهذا الاسم عندنا فى مصر وفى السودان يسمى الخفاض الفرعونى وهو أبشع الأنواع لأن فيه يتم إزالة البظر كاملا والشفرين الصغيرين والكبيرين ويتم خياطة النسيج الجلدى المتبقى لتترك فتحة صغيرة فى الجزء الأسفل من فوهة الفرج ليخرج منها البول ودم الحيض وأيضا يتم منها فيما بعد الجماع عند الزواج

الثانى الخفاض المتوسط وفيه يتم إزالة الحشفة وجزء من البظر والجزء الأمامى من الشفرين الصغيرين وتتم خياطتهما

الثالث الخفاض الشرعى – وحقيقى هو غير شرعى – ويسمى عند البعض خفاض من السنة زورا وبهتانا وهو على نظامين :

أ‌- تستأصل فيه غلفة البظر فقط

ب‌- يستأصل فيه البظر كاملا .

الرابع الخفاض الخفى ويسمونه الساندويتش ويتم فيه ترك البظر كاملا ولكنه يخفى بخياطة الشفرين الصغيرين أو الكبيرين أو هما معا

ومن الغريب أننا فى مصر نسمى عملية الخفاض أى الختان الطهارة وكيف تكون طهارة وهى معصية لله واستجابة لأمر الشيطان بتغيير خلق الله .

خلقة الله :

إن الله عندما خلق العضو الذكرى والعضو الأنثوى خلقهما كما قال فى خلقته كلها فى أحسن صورة والله عندما يخلق أى خلق عدا من به عاهات يخلقه بحيث لا يحتاج لمن يجرى عليه أى تغيير والسؤال لماذا خلق الله العضوين هكذا لو كان يريد منا قطع بعضهم إنه قادر على خلقهم مقطوعين فى الجميع هل يريد الله بنا العسر والألم أم يريد بنا اليسر ؟قطعا يريد بنا اليسر ومن ثم فهو لم يبح إيلامنا بتلك العملية الجراحية المؤلمة

لقد خلق الله العضوين بتلك الصورة ليكملا بعضهما عند الجماع فيتم الإحساس الكامل باللذة من الجماع الشرعى

الختان فى الأديان المسماة السماوية:

إن الختان فى اليهودية موجود ومباح ولكن فى الذكور فقط فيقول العهد القديم المحرف فى سفر التكوين:

"وقال الله لإبراهيم وأما أنت فتحفظ عهدى أنت ونسلك من بعدك فى أجيالهم هذا هو عهدى الذى تحفظونه بينى وبينكم وبين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر فتختنون فى لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بينى وبينكم ابن ثمانية أيام يختن منكم كل ذكر فى أجيالكم وليد البيت والمبتاع بفضة من كل ابن غريب ليس من نسلك"(17-12:9)

ويقول سفر اللاويين:

"وكلم الرب موسى قائلا كلم بنى اسرائيل قائلا إذا حبلت امرأة وولدت ذكرا تكون نجسة سبعة أيام كما فى أيام طمث علتها تكون نجسة وفى اليوم الثامن يختن لحم غرلته ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يوما فى دم تطهيرها كل شىء مقدس لا تمس وإلى المقدس لا تجىء حتى تكمل أيام تطهيرها وإن ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين كما فى طمثها ثم تقيم ستة وستين يوما فى دم تطهيرها "(12-5:1)ولا يوجد فى هذا الكلام ما يدل على ختان الإناث وإنما الذكور عند اليهود

وأما النصرانية أوالمسيحية فهى يتساوى فيها المختون بغير المختون ويقصد فيها بالمختون الرجل ففى العهد الجديد المحرف فى سفر وهو كتاب الرسالة إلى مؤمنى روما "فإن الختان ينفع إن كنت تعمل بالشريعة ولكن إذا كنت لا تعمل بالشريعة فقد صار ختانك كأنه عدم ختان إذ أن عمل المختون بأحكام الشريعة أفلا يحسب عدم ختانه أنه ختان وغير المختون بالطبيعة إذ يتمم الشريعة يدينك أنت يا من تخالف الشريعة ولديك الكتاب والختان "(2-27:25)

ويقول سفر أعمال الرسل:

"ولكن بعض الذين كانوا على مذهب الفريسيين ثم آمنوا وقفوا وقالوا يجب أن يختن المؤمنون من غير اليهود ويلزموا أن يعملوا بشريعة موسى فعقد الرسل والشيوخ اجتماعا لدراسة هذه القضية وبعد نقاش كبير وقف بطرس وقال:

أيها الإخوة أنتم تعلمون أنه منذ مدة طويلة شاء الله أن يسمع غير اليهود كلمة البشارة على لسانى ويؤمنوا وقد شهد الله العليم بما فى القلوب على قبوله لهم إذ وهبهم الروح القدس كما وهبنا إياه فهو لم يفرق بيننا وبينهم فى شىء إذ طهر بالإيمان قلوبهم فلماذا تعارضون الله فتحملون تلاميذ الرب عبئا ثقيلا عجز الآباء عن تحمله وعجزنا نحن عن حمله فنحن نؤمن بأننا نخلص كما يخلصون هم بنعمة الرب يسوع عندئذ توقف الجدال بين الحاضرين "(15-12:5)إذا النصرانية ليس فيها ختان للإناث وقد اعتبر كبير تلاميذ يسوع الختان عند الرجال شىء ليس مهما فمن أراد فعله ومن أراد لم يفعله

ونأتى لديننا الإسلام فنقول لقد حرم الله الختان فى الذكور والإناث والسبب إنه استجابة لأمر الشيطان الذى قال لله فى سورة النساء "ولأمرنهم فليغيرن خلق الله "وقطع جزء من الجسم المخلوق هو تغيير لخلق الله عدا ما أباح الله قطعه وهو الرءوس أى الناميات فى الجسم وهى الشعر والأظافر فى قوله تعالى بسورة الفتح"محلقين رءوسكم ومقصرين "ومن ثم فقطع جزء من الجسم هو أمر محرم وهناك شىء مهم فى المقطوع من الجسم وهو المباح وهو أنه لا يؤلم عند القطع أو التقصير بينما المقطوع المحرم يؤلم كالبظر أو جزء من الحشفة عند الرجال

وأما ما نسب للنبى(ص)زورا وبهتانا من أحاديث فى الختان فهو لم يثبت منه حديث عند أهل الحديث فيكفى عندهم أنه لم يرد فى كتاب من الكتب الستة المعتبرة وهى البخارى ومسلم والترمذى وأبو داود وابن ماجة والنسائى كما لم يرد فى أى كتاب من الكتب التالية لهم فى مرتبة الصحة فحديث أم عطيه ورد فى كتاب الإصابة فى تمييز الصحابة ج 3ص 504 "4221 الضحاك بن قيس قال النبى(ص)يا أم عطيه اخفضى ولا تنهكى أخرجه البيهقى والخطيب فى المفترق وأبو داود 000أخرجه البيهقى من الطريقين معا وظهر من مجموع ذلك أن عبد الملك دلسه على أم عطيه والواسطة بينهما وهو الضحاك بن قيس المذكور "فهنا الحديث فيه تدليس وهو عيب فى السند يجعله غير متصل النسبة للنبى(ص)"وقال فيه الحافظ بن حجر له طريقان كلاهما ضعيف وممن جزم بضعفه الحافظ العراقى "نقلا عن كتاب البيان والتعريف ج1 ص 39

وأما حديث "الختان سنة للرجال مكرمة للنساء "فقد ورد فى المعجم الكبير والفردوس بمأثور الخطاب والتمهيد لابن عبد البر وعون المعبود وميزان الاعتدال فى نقد الرجال وعلل ابن أبى حاتم و كلها كتب تبين ضعف سنده

ويكفينا كلمة ابن المنذر التى نقلها كتاب البيان والتعريف ج1ص39 "ليس فى الختان خبر يعول عليه ولا سنة تتبع كذا فى شرح المناوى على الجامع الصغير "

إذا لا يوجد فى الإسلام نص يبيح الختان للذكور والإناث معا أو لأحدهما لأنه تغيير لخلق الله وإيلام لهم

الختان فى بلاد العالم :

يمارس الختان فى بلاد المسلمين والمسيحيين بصورة كبيرة فى أفريقيا وإندونسيا وماليزيا وخليج فارس وباكستان وروسيا والإمارات العربية وعمان والبحرين واليمن وبيرو والبرازيل وشرق المكسيك واستراليا .

مضار الختان الأنثوى الجسمية :

المضار الفورية تتمثل فى الألم ونزيف الدم واحتباس البول والصدمة العصبية والالتهابات وأما المضار المستقبلية فهى صعوبة التبول وآلام أثناء الولادة مما يؤدى لتمزق وقطع الجزء المسمى العجان ومن ثم لا تحدث الولادة إلا بعد شق الفوهة الفرجية الجانبية وجعلها متسعة وأحيانا يصاب الجنين أثناء عملية توسيع الفوهة

مضار الختان الأنثوى النفسية :

ممارسة الزوجة للجماع بلا إحساس مما يتسبب فى نفور الزوج منها فيما بعد ومن ثم تحدث المشاكل الأسرية نتيجة البرود الجنسى لدى الأنثى وقد يتطور الأمر بالزوج لممارسة الزنى حتى يشبع رغبته من إحساس المرأة الأخرى به كما قد يجعل هذا الأمر الزوج يلجأ للمخدرات

مضار الختان الأنثوى الإجتماعية:

كثرة حالات الطلاق بين المختونات ختانا سيئا ومن ثم إصابتهم بالأمراض النفسية فى كثير من الأحيان

ليست هناك تعليقات: