السبت، 8 أغسطس 2009

الحج والعمرة فى القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

الحج والعمرة فى الإسلام

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

هذا كتاب الحج والعمرة فى الإسلام .

الحج والعمرة فرض :

فرض الله الحج وهو زيارة البيت الحرام فى أيام من ذى الحجة والعمرة وهى زيارة البيت الحرام فى الأشهر الحرم الأربعة وهما فرض على كل من استطاع الوصول للبيت الحرام وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا "وقال بسورة البقرة "وأتموا الحج والعمرة لله ".

ومستطيع السبيل هو القادر على الوصول لمكة سواء كان غنيا أو فقيرا والدليل على أنه فرض على الأغنياء والفقراء هو قوله تعالى بسورة الحج "يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق "فالفقير قد يأتى راجلا أى ماشيا إن لم يكن قادرا على الركوب والغنى قد يأتى على الضامر وهو الركوبة وهو أى شىء يركبه المسلم ليوصله للمكان المطلوب وقد يأتيان ماشيان أو راكبان ،زد على هذا أن الهدى ليس فرضا إلا على من معه مال وأما من ليس معه فعليه الصيام كما قال تعالى بسورة البقرة "فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ".

وقت الحج :

إن الحج وهو هنا زيارة البيت الحرام له أشهر معينة هى الأشهر الحرم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "الحج أشهر معلومات "وهى ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب حسب معلوماتنا حاليا وقد تكون بعض الأشهر مختلفة فى تفسير الكعبة الحقيقى ووقت الحج يعرف عن طريق الأهلة فهى التى تحدد لنا مواعيد حج أى زيارة البيت وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج "وأما الحج بمعنى زيارة البيت فى أيام معلومات فهو فى ذى الحجة وفيه قال تعالى بسورة الحج "وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات ".

أيام الحج :

إن أيام الحج وهو زيارة البيت الحرام فى شهر ذى الحجة هى أيام معدودات أى معلومات تنقسم لنوعين :- قبل الذبح وبعد الذبح فقبل يوم الذبح يوم الحج الأكبر وفيه قال تعالى بسورة التوبة "وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر " وأما بعد الذبح فالمتعجل له يومين والمتأخر ثلاثة والدليل على المتعجل قوله تعالى بسورة البقرة "واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه "والدليل على المتأخر بقوله بسورة البقرة "فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج "ومن ثم فأيام الحج لا تزيد على 4أو 5 أيام للحج المفرد وأما الحاج المتمتع فيضاف له أيام العمرة وهى يوم أو يومين على الأكثر والسبب فى تقصير الله للمدة وجعل زيارة البيت الحرام فى الأشهر الحرم فقط هو عدم تحميل أهل مكة الساكنين فيها ما لا يطيقون .

نية الحج وواجبات من نوى الحج وقت الحج :

إن من فرض أى نوى الحج وهو زيارة البيت الحرام عليه فى وقت الحج التالى :

-عدم الرفث وهو عدم الجماع - عدم الفسوق وهو عدم الشتم والسب .

-عدم الجدال وهو عدم التحدث فى أى موضوع بجهل .

وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج ".

-عدم حلق الرأس إلا بعد وصول الهدى محله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله "والرأس يقصد بها كل ما ينمو فى الجسم وهو الشعر والأظافر.

-عدم صيد الحيوانات فى البر وأكله وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرم "وأحل الله للحجاج صيد البحر وهو الطعام المأخوذ من صيد البحر كما أحله لغيرهم فقال بسورة المائدة "وأحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة ".

واجبات قبل دخول البيت الحرام :

إن على الحاج قبل دخول البيت أن يكون طاهرا قد نظف نفسه ومن ذلك حلق أو تقصير الرءوس وهى الشعور والأظافر وفى هذا قال تعالى بسورة الفتح "لقد صدق الله رسوله الرؤيا لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله محلقين رءوسكم ومقصرين "ويدخل حافيا لقوله تعالى "اخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى".

أنواع الحج :

إن الحج وهو الزيارة لها أنواع هى :

1- إتمام الحج والعمرة معا وهو ما يسمى القران وفيه قال تعالى بسورة البقرة "وأتموا الحج والعمرة لله ".

2- أداء العمرة ثم الإنتظار حتى موعد الحج والحج فيه وفيه قال تعالى بسورة البقرة "فمن تمتع بالعمرة إلى الحج "ويسمى التمتع .

3- الحج المفرد وقت الحج .

4- العمرة المفردة دون أداء للحج فى نفس العام .

أنواع الحجاج :

1-حاضرى المسجد الحرام وهم الساكنين بجوار المسجد وهم أهل مكة .

2-المسافرين وهم من يأتون من البلاد الأخرى وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام ".

طرق وصول الحجاج :

إن الحجاج يصلون مكة بطريقتين :

2-رجالا أى مشاة أى سائرين على أقدامهم 2- على كل ضامر والمراد على كل ركوبة وسميت الركوبة ضامرة لأن وقود عملها يصغر باستمرار حتى يزاد مرة أخرى فمثلا الجمل يسير وهو شبعان ثم يجوع ولنقصان الوقود وهو الغذاء يغذى ثم يعود للسير ثم للغذاء لنقص الوقود ومثلا السيارة تسير وهى مليئة بالوقود فينقص حتى يملأ السائق الخزان مرة أخرى وفى هذا قال تعالى بسورة الحج وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ".

أعمال الحج والعمرة :

إن واجبات الحاج إذا وصل البيت الحرام هى :

-الإفاضة وهى الدخول من عرفات وهو محدد البيت الحرام أى الجدار أى الحد الخارجى للبيت الحرام مصداق لقوله بسورة البقرة "فإذا أفضتم من عرفات ".

-الطواف بين الصفا والمروة وهو دخول مكان وجودهما مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ".

-ذكر الله عند المشعر الحرام والمراد الإقامة فى مكان المذبح الحرام داخل البيت لقراءة القرآن وتفسيره وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فاذكروا الله عند المشعر الحرام "وهذا الذكر يكون للمتعجل فى يومين وللمتأخر فى ثلاثة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى "وهذا العمل للحاج فقط.

-إهداء الهدى وهو شراء بقرة أو بدنة أو خروف أو معزة لذبحها وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى "ومن ليس معه هدى أو مال يشترى به وجب عليه أن يصوم عشرة أيام إذا كان من أهل مكة متتابعة وأما إذا كان من غيرهم فيصوم أيام الذكر الثلاثة فى الحج ثم يصوم سبعة أيام إذا رجع إلى بلده وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام ".

-الأكل من لحم الهدى وإطعام القانع والمعتر منها وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر ".

الإحلال من الحج :

بعد إنتهاء اليوم الثالث أو الثانى من ذكر الله وهو قراءة القرآن وتفسيره فى مكة يحل الحاج والمراد يباح له ما كان محرما عليه وقت الحج وهو الصيد صيد البر وفيه قال تعالى بسورة المائدة "وإذا حللتم فاصطادوا "والرفث وهو جماع الزوج وهذا الإحلال هو إحلال كامل ويسبقه إحلال جزئى هو الإحلال بعد ذبح الهدى والشىء الوحيد الذى يسمح به فى هذا الإحلال الجزئى هو حلق الرأس وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله ".

عقوبات فى الحج :

-عقوبة حلق الرأس :

كل من يحلق رأسه وهو شعره أو أظافره بأى طريقة إذا كان مريضا أى به أذى من أى منهما قبل وصول الذبح مكانه يكون عليه عقاب هو فدية من صيام هو 10 أيام أو صدقة أى مال لعشرة محتاجين أو نسك وهو ذبيحة تهدى للكعبة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ".

-عقوبة صيد البر:

من ينوى الحج يحرم عليه أن يصطاد من البر أو يأكل من صيد البر متعمدا وعقاب الصياد أو الآكل هو واحد من ثلاثة :

-إهداء عدد مماثل لما قتله من الحيوانات من الأنعام -إطعام عدد من المساكين مماثل لما قتله من الحيوانات صيام عدد من الأيام مماثل لعدد الحيوانات المقتولة وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "يا أيها الذين أمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ".

- عقوبة عدم وجود الهدى :

إن الحاج الذى ليس معه مال لجلب هدى عقوبته هى صيام 10 أيام فى مكة إذا كان من أهلها وإذا كان من غيرها يصوم ثلاثة فى مكة وسبعة فى بلده إذا عاد إليها وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فمن تمتع إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام ".

تنظيم ذبح الهدى :

نظم الله ذبح الهدى وهو الأنعام المهداة للكعبة عن طريق التالى :

- خصص مكان للذبح هو المشعر الحرام أى المنسك وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فاذكروا الله عند المشعر الحرام "وقال بسورة الحج "ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ".

- نظام الذبح فى المذبح الحرام هو ايقاف الأنعام صواف أى فى صفوف استعدادا لذبحها ثم القيام بذبحها سواء وهى واقفة أو راقدة أو قاعدة مع ذكر الله وهو القرآن عند ذبحها وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر ".

- أن الذبائح تقسم على الحجاج الذين يأخذون ما يكفيهم منها لثلاثة أيام أو يومين هى أيام ذكر الله والقانعين وهم المحتاجين توزع عليهم وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر ".

عمارة المسجد :

إن عمارة المسجد وهى القيام على صيانته وهى تنظيفه والعمل على خدمة من فيه هى عمل المسلمين فى مكة وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "إنما يعمر مساجد الله من أمن واليوم الأخر وأقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ".

لماذا نحج :

إن أسباب الحج هى :

-أن يشهد الحجاج منافع لهم والمراد أن يأخذ الحجاج أرزاق الله وهى لحوم الأنعام والمراد يأكلونها.

-أن يذكروا اسم الله والمراد أن يقرئوا القرآن وتفسيره كاملا فى يومين أو ثلاثة شكرا على ما رزقهم الله من الأنعام .

-إكمال التفث وهو الوفاء بالنذور وهو أن يتموا أعمال الحج الأخرى وهى الطواف أى زيارة أى التواجد فى أجزاء البيت العتيق وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق

ليست هناك تعليقات: