الجمعة، 7 أغسطس 2009

الناسخ والمنسوخ فى القرآن

الناسخ والمنسوخ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ،وبعد :

هذا كتاب عن الناسخ والمنسوخ فى القرآن وهو يدور حول ما جاء عن الناسخ والمنسوخ فى القرآن :

ماهية النسخ :

إن النسخ فى القرآن ورد بمعنيين هما :

-التسجيل أى الكتابة أى السطر وهو نقل العمل والقول بالصوت والصورة وقد جاء هذا المعنى بقوله تعالى بسورة الجاثية "إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ".

-التبديل أى التغيير وهو وضع حكم مكان حكم وقد جاء هذا المعنى بقوله تعالى بسورة البقرة "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها "والمعنى ما نبدل من حكم أو نمحوه نجىء بأحسن منه أو شبهه وقد تم تفسير النسخ بأنه التبديل بناء على قوله تعالى النحل "وإذا بدلنا آية مكان آية " وهذا هو المعنى هو الذى نريده فى البحث.

مذاهب البشر فى النسخ :

انقسم البشر لفرق فى النسخ هى :

1-تنكر وجود النسخ فى الوحى الإلهى ويقولون :إننا نرفض وجود النسخ للتالى :

-أن النسخ دليل على البداء وهو استصواب شىء علم بعد أن لم يعلم وهذا يعنى عندهم أن الله يجهل بعض الأمور ثم يعلم بها .

-أن النسخ لا يليق بالله لأنه إبطال لكلامه .

وهذه الفرقة على ضلال فى قولها للتالى :

-أن كل شىء يتم فى الكون يتم بوحى الله بدليل قوله تعالى بسورة يس "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ".

وما دام كل شىء يتم بالوحى فإن كل الأوامر وهى الأحكام أقوال تنسخ أى تتبدل باستمرار وعدم التبدل أى عدم النسخ غير حادث لوجود التبدل والتغير فى الكون باستمرار ،إذا فأقوال الله أى أحكامه تتغير غالبا ولذا قال تعالى بسورة الرحمن"كل يوم هو فى شأن ".

-أن النسخ فى أحكام الوحى الإلهى للناس إنما هو بلاء يبتلى به الله الناس والله يبتلى بالخير والشر وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء"ونبلوكم بالخير والشر فتنة "والوحى المنزل خير بدليل قوله تعالى بسورة النحل "وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا ".

إذا فالنسخ بلاء وليس بداء والقول بالبداء إنما هو كفر لأن الله يعلم كل شىء فى الكون ماضيا وحاضرا ومستقبلا وبذا جاءت آيات عديدة ومنها قوله تعالى بسورة النحل "إن الله كان بكل شيئا عليما ".

-أن الله نص فى الوحى على وجود النسخ أى تبديل الأحكام فقال بسورة النحل "وإذا بدلنا آية مكان آية "والآيات واضحة فالأولى بينت تبديل حكم مكان حكم والثانية بينت تبديل أو محو الآية مع الإتيان بأخرى تساويها أو أحسن منها .

-أننا لو قلنا أنه قبيح بالله أن يبطل كلامه لما جاز لله أن يغير الكون عن صورته الأولى لأن التغيير إنما هو إبطال لكلامه ولكن لما كان التغيير ليس إبطال وإنما تنفيذ لأمر أخر كسابقه لم يكن التبديل والتغيير قبيح ولو استعملنا هذا المنطق ما حدث خلق لأى شىء أبدا لأن الله أبطل بأمر خلق الكون أمر وجوده وحده .

2-تثبت وجود النسخ الإلهى وتؤمن بوجوده فى الوحى الإلهى ومنهم أهل الإسلام .

أسباب النسخ :

إن نسخ الأحكام له أسباب عديدة تتمثل فى الأتى :

-ابتلاء الناس ليعلم من يتبع وحى الله ممن لا يتبع وفى هذا قال بسورة الأنبياء "ونبلوكم بالخير والشر فتنة "وقد نص الله على ذلك فى نسخه لحكم القبلة فقال بسورة البقرة "وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه "إذا فكل حكم هو ابتلاء الغرض منه معرفة من يثبت على طاعة الوحى الإلهى ممن لا يثبت على طاعة وحى الله .

-الإتيان بحكم أخر والحكم الأخر على نوعين :

أ-أحسن وأفضل من الحكم المنسوخ .

ب-مثل للحكم المنسوخ والمراد مساوى له وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ".

-تثبيت المسلمين أى هدايتهم أى تبشيرهم وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين أمنوا وهدى وبشرى للمسلمين "والمراد بالتثبيت هو تعريف المسلمين الحق ليتبعوه .

-بما أن الضد يدل على الضد فإن السبب الثالث ضده وهو إضلال الكفار .

أنواع المنسوخات :

للمنسوخات نوعان :

1-منسوخات موجودة فى الوحى الإلهى .

2-منسوخات غير موجودة فى الوحى الإلهى والمراد منسوخات منسية أى منسوخات محاها الله من الوحى وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "يمحو الله ما يشاء ويثبت "ومن أمثلة المنسوخات المنسية حاليا حكم التوجه للمسجد الأقصى فى الصلاة ويعتبر هذا الحكم الوحيد الذى يوجد دليل على أنه كان موجودا ضمن الوحى ولكنه محى والدليل هو إشارة إليه فى الحكم الناسخ وهى إشارة لا تدل على وجوب ذلك الحكم قبل الحكم الناسخ ولكنها تدل على أنه كان موجودا فقط وهى قوله تعالى بسورة البقرة "وما جعلنا القبلة التى كنت عليها ".

هل النواسخ أنواع ؟

النواسخ على نوعين :

1-نواسخ تدريجية بمعنى أن الحكم فى المسألة يستبدل الحكم الأخر بحكم أخر والمثال هو مسألة الخمر فأول حكم فيها كان تركها مباحة مع وصف غيرها بالحسن دلالة على سوءها وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا "وثانى حكم هو التحريم الجزئى وهو تحريم شربها قبل أداء أى صلاة بوقت كافى لكى يعرف المصلى ما يقول فى صلاته وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون "وثالث الأحكام هو التحريم الكلى وقد ورد به آيتين أولهما قوله بسورة البقرة "ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما "وقوله بسورة المائدة "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه " .

2-نواسخ فاصلة بمعنى أن الحكم يستبدل بحكم أخر ولا يستبدل الناسخ بعد ذلك ومن أمثلة هذه النواسخ إباحة زواج الكتابيات بقوله بسورة المائدة "وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم "والحكم الناسخ جاء فى سور عدة منها سورة البقرة "ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن "وسورة الممتحنة "ولا تمسكوا بعصم الكوافر "وسورة النور "وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم "

كيف نعرف الناسخ من المنسوخ؟

لمعرفة الناسخ من المنسوخ يجب على المسلم معرفة القواعد التالية :

1-وجود قرينة فى الناسخ تدل على الترتيب الزمنى مثل كلمة من بعد أو كلمة التى كنت عليها والقرينة هى كلمة أو عبارة تدل على ترتيب زمنى .

2-أن الناسخ وهو الجديد يتكرر ذكره فى الوحى الإلهى أكثر من المنسوخ أى القديم والمراد أن مرات ذكر الناسخ أكثر من مرات ذكر المنسوخ وغالبا يأتى المنسوخ مرة واحدة فى الوحى الإلهى .

3-أن النواسخ يتميز غالبها بأنها تدخل تحت بند المحرمات وأما المنسوخات فغالبها يدخل تحت بند المباحات سواء كلية أو جزئية .

وإذا عرف المسلم هذه القواعد يقدر أن يميز الناسخ من المنسوخ إذا أتاه حكمين فى مسألة واحدة .

لماذا يجب معرفة الناسخ من المنسوخ؟

يجب علينا معرفة الناسخ من المنسوخ للتالى :

-أن نتجنب الوقوع فى الجرائم التى حرمها الله بالنواسخ مثل جريمة شرب الخمر وجريمة الزواج بالكتابيات .

-أن نأتى الأعمال التى أمر الله بها فى النواسخ مثل زواج المسلمات فقط وتطليق المرأة الزانية المتزوجة دون إعطائها أى حق بعد جلدها.

ويمكن إجمال كل هذا فى جملة السبب هو طاعة وحى الله .

أكاذيب عن الناسخ والمنسوخ :

راجت عن الناسخ والمنسوخ عدة أكاذيب سوف نناقشها واحدة واحدة وهى:

1-وجود النسخ فى الأخبار وهى القصص والحكايات فى الوحى وهو جنون للتالى :

-أن الخبر لو نسخ الخبر لكان معنى هذا هو أن أحدهما كاذب والأخر صادق والوحى كله صدق مصداق لقوله تعالى بسورة النساء "ومن أصدق من الله قيلا ".

-أن الحادثة الواحدة تكون واقعة بطريقة واحدة لأنها لا يمكن أن تقع بطريقتين فى نفس الوقت فمثلا لو قلنا أحمد كان يلعب الميسر فى الدقيقة كذا فى الساعة كذا ليلة كذا من سنة كذا ثم قلنا أن أحمد نفسه كان يصلى فى نفس الوقت لكان أحد القولين كاذب لأن أحمد لا يمكن أن يصلى ويلعب الميسر فى نفس الوقت .

-أن الله قال بسورة يوسف "نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن"فأحسن القصص تعنى أصدق الحكايات وهذا يعنى عدم وجود نسخ فيها .

2- وجود وحى منسوخ لم يوضع فى القرآن وقد ضربوا لهذا بقولهم "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم " وهذا كذب للتالى :

-أن القول ورد فى صحيح البخارى معلقا وهذا يعنى أن سنده فاسد كما يقولون .

-أن حد الزنى ليس بالعمر وإنما بالحالة التى عليها الإنسان من حرية أو عبودية وليس كما بقولهم "الشيخ والشيخة "فالحر يجلد 100والعبد50جلدة .

-أن حد الزنى بالقرآن ليس فيه رجم إطلاقا مع تكراره وهناك نصوص تكذب حكاية الرجم نهائيا منها :

أ-أن حد الأمة وهى العبدة هو نصف حد الحرة وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب "فكيف يتم تطبيق نصف الرجم ؟أريد جوابا ولكنى لن أسمعه أبدا من أحد

ب-أن حد الزوجة زوجة الرسول (ص)هو مضاعفة العقوبة وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "يا نساء النبى من يأت منكن بفاحشة يضاعف لها العذاب ضعفين "فكيف نطبق عقوبة الرجم مرتين ؟هل نرجم الميت أو الميتة مرة أخرى ؟بالطبع ليس هناك جواب .

ج-أن حد الزنى فى كل آيات الزنى الوارد بها إنما هو الجلد .

كما ضربوا مثال أخر للقرآن المنسى بقولهم "كانت هناك سورة طويلة كسورة براءة نسخت كلها سوى آية واحدة هى "لو كان لابن أدم واديان من ذهب لابتغى ثالثا ولو كان له ثالثا لابتغى رابعا ولا يملأ جوف ابن أدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب "وهو كسابقه كذب للتالى :

-أنها لو كانت قرآنا لكانت ضمن القرآن الحالى ولكن لا وجود لها به

-أنها وردت فى صحيح مسلم فى كتاب الزكاة على أنها قول للرسول (ص)وليس قولا من الله .

ج-أن القول فى إسناده متهمين بالكذب .

د-أن القول فيه كذب لأنه جعل الجوف يمتلىء بالتراب فقط بينما الجوف يمتلىء بأشياء أخرى مثل الطعام والماء ومن ذلك طعام الزقوم الذى تمتلىء به بطون الكفار فى النار وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون "ومن هنا نعلم أن الجوف يملأ بالطعام وليس بالتراب وهذا يخالف ما ذكر فى قولهم ،كما أنه عمم حكم وهو حب الناس كلهم لزيادة المال والقرآن فيه ما يدل على أن هناك من لا يحب زيادة المال مثل من ينفقونه فى سبيل الله .

ه-أن الإنسان لا يأكل التراب إلا إذا كان مجنونا أو معرضا للموت عطشا أو جوعا .

3- أن السنة المزعومة تنسخ القرآن وهذا جنون للتالى :

أن الله لم يذكر نص يدل على هذا فى القرآن .

-أن الله بين لنا فى القرآن أن الحديث هو بيان أى تفسير للقرآن فهو لا يزيد أحكام عليه وإنما هو يفصل المجمل ويوضح الغامض وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ".

-أن الحديث الموجود حاليا وهو ليس البيان الإلهى للقرآن -دخله الكثير من التحريف بينما القرآن ليس فيه أى تحريف ومن ثم فالمشكوك فيه لا ينسخ المتيقن منه .

الأحكام الناسخة والمنسوخة :

وردت هذه الأحكام بقلة فى القرآن وعدد السور التى ذكرت فيها قليل والملاحظ فى الأحكام الناسخة هو أنها على أنواع :

1-التحريم وهو الغالب2- الإباحة بمعنى تحليل الشىء وهو نادر الوقوع 3- التحديد بمعنى تعديد الأصناف فى الحكم .

وسوف نذكر الأحكام حسب نظام ذكر المنسوخ أولا يليه الناسخ والأحكام هى :

-المنسوخ هو إباحة الخمر وهو السكر بقوله تعالى بسورة النحل "ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا "والناسخ الأول والمنسوخ الثانى فى نفس الوقت هو تحريم شرب الخمر قبل أداء الصلاة بوقت كافى يسمح بمعرفة المصلى لما يقول وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون "والناسخ الأخير وهو تحريم الخمر كليا هو قوله بسورة البقرة "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما"وقوله بسورة المائدة "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون " .

-الحكم المنسوخ هو على من حضره الموت أن يوصى لوالديه وأقاربه بالمعروف وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين "والحكم الناسخ هو التوارث لقوله تعالى بسورة النساء"للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا ".

-الحكم المنسوخ هو إباحة زواج الكتابيات بقوله بسورة المائدة "وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم "والحكم الناسخ جاء فى سور عدة منها سورة البقرة "ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن "وسورة الممتحنة "ولا تمسكوا بعصم الكوافر "وسورة النور "وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ".

-الحكم المنسوخ هو حبس الزانية فى بيتها حتى الموت أو حتى نزول حكم أخر إذا شهد عليها أربعة شهود وفيه قال تعالى بسورة النساء "واللاتى يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن فى البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل لهن سبيلا "والناسخ وهو السبيل هو الجلد مائة جلدة لقوله تعالى بسورة النور "الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة "وإخراج الزانية دون حقوق من بيت الزوجية لقوله بسورة الطلاق "لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة "والرجل الزانى مثلها لا يأخذ حقه وهو المهر من زوجته مع طلاقها وجوبيا منه.

-الحكم المنسوخ هو أن الأنفال لله والرسول (ص)يوزعها كيف يريد وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال "قل الأنفال لله والرسول "والحكم الناسخ هو أن الغنائم نصيب الرسول (ص)وذوى قرباه وهم زوجاته وأولاده البنات حتى يتزوجن فإن تزوجن فليس لهن نصيب ولو كان له ولد ذكر لكان نصيبه حتى يعمل بوظيفة ما واليتامى والمساكين وابن السبيل هو الخمس والباقى للمجاهدين وفى هذا قال تعالى بنفس السورة "واعملوا أنما غنمتم من شىء فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل "

-الحكم الناسخ أن الله أحل للرسول (ص)النساء التاليات :أزواجه وملك يمينه من الفىء وبنات عمه وخاله وعماته وخالاته والشرط كونهن مهاجرات معه والمرأة التى تهب نفسها له وحده وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى إن أراد النبى أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين "والحكم الناسخ هو تحريم زواجه من النساء المذكورات إلا زوجاته وملك يمينه إذا أراد زواجهن وفى هذا قال تعالى بنفس السورة "لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك ".

-الحكم الناسخ هو من يريد حديث الرسول (ص)عليه تقديم صدقة قبل الحديث وفى هذا قال تعالى بسورة المجادلة "يا أيها الذين أمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة "والحكم الناسخ هو توبة أى محو الله الصدقة من عليهم بقوله فى نفس السورة "أأشفقتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقات فإذا لم تفعلوا وتاب عليكم ".

-الحكم المنسوخ هو أن مستحقى الصدقات وهى الزكاة هم السائل والمحروم مصداق لقوله بسورة المعارج "والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم "والحكم الناسخ هو أن مستحقى الزكاة هم من أتوا فى قوله تعالى فى سورة التوبة "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب وفى الغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله ".

أقسام النواسخ :

1-النواسخ الأفضل وهى خير من المنسوخات فى المنافع .

2-النواسخ المثيلة التى تتساوى منافعها مع المنسوخات وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ما ننسخ من آية نأت بخير منها أو مثلها ".

ومما ينبغى قوله أن غالبية النواسخ أفضل من المنسوخات من حيث جلب المنافع ودفع المضار وسنضرب أمثلة على هذا هى:

تحريم الخمر فهو أفضل من إباحته الكلية والجزئية وقد نص الله على هذا بقوله بسورة البقرة "وإثمهما أكبر من نفعهما "أى وضرر الخمر والميسر أعظم من نفعهما .

تحريم زواج المشركات وهن الكتابيات وغيرهن أفضل من زواجهن وقد نص الله على أفضلية المؤمنة على المشركة بقوله بسورة البقرة "ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم "ونفس الأمر للرجال "ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم "والسبب أن هذا يدعو للنار والمؤمن أو المؤمنة يدعو صاحبه للجنة .

أسباب وجود النسخ :

تتمثل فيما يلى :

1-تبدل الأحوال والمراد وجود حال لم يكن موجود مثل إباحة زواج الإخوة والإخوات فى بداية البشرية لعدم وجود نساء غريبات فلما جد جديد وهو وجود أولاد متباعدين نسخ زواج الإخوة والإخوات من أب وأم وأصبح المباح زواج أولاد العمومة والخئولة .

2-دفع الضرر وهو منع الأذى مثل تحريم الخمر بعد إباحتها لأنها تجلب أذى أهمه إيقاع العداوة والبغضاء بين الناس كما قال بسورة المائدة "إنما يريد الشيطان ليوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله "

3-زيادة النفع والمراد إكثار المنافع للناس ومن أمثلته تحريم الله للصدقة عند مناجاة الرسول (ص)بعد أن فرضها الله على المؤمنين وهذا الحكم أدى لإكثار مال بعض المسلمين .

نواسخ وإشارات للمنسوخات :

هناك نواسخ فى القرآن ليس معها منسوخات ولكن معها ما يدل على وجود المنسوخات التى محا الله ذكرها من الوحى وسوف نذكرها هنا :

1-إشارة المنسوخ هى قوله تعالى بسورة البقرة "وما جعلنا القبلة التى كنت عليها "فهى تشير لقبلة غير المسجد الحرام وهى المسجد الأقصى .

والناسخ قوله بنفس السورة "فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ".

إشارة المنسوخ قوله تعالى بسورة التوبة "أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم الأخر "فهذا دليل على إباحة وجود المشركين فى المسجد الحرام والناسخ قوله تعالى بنفس السورة "إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا "فهذا دليل تحريم وجودهم فى المسجد الحرام

هل تنسخ الرسالات الإلهية بعضها بعضا ؟.

جعل الله لكل أمة رسالة أى وحى إلهى سماه الشرعة أى المنهاج وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "لكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجا "والجواب الرسالات لا ينسخ بعضها بعضا كليا فهناك أكثر من 99%منها ثابت وما ينسخ هو أحكام قليلة وقد ذكر القرآن منها أن رسالة يعقوب (ص)كان حكم السارق فيها هو استعباده أى إتخاذه عبد وفى ذلك قال تعالى بسورة يوسف "قالوا جزاؤه من وجد فى رحله فهو جزاؤه كذلك نجزى الظالمين "و"معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده "وقد نسخ بقوله بسورة المائدة "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما "فحكم السرقة هو قطع الأيدى.

أن رسالات بنى إسرائيل حرم الله فيها عليهم أطعمة معينة وفى هذا قال بسورة الأنعام "وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذى ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم "وقد نسخ القرآن هذا بتحديد المحرمات فى الطعام فى سورة المائدة ولم يذكر منها شىء مما حرم على بنى إسرائيل مما يعنى أباحته للمسلمين .

ومن الذى لا ينسخ القصص وما ورد عن الذات الإلهية والعقاب والثواب والصلاة والصيام .

السور التى بها منسوخات:

تقسم سور القرآن لأنواع هى :

1- سور بها منسوخات 2- سور بها نواسخ 3-سور بها نواسخ وليس بها منسوخات وهى غالبية السور 4-سور بها منسوخات ونواسخ

والحمد لله أولا وأخرا .

ليست هناك تعليقات: