السبت، 8 أغسطس 2009

الأمراض النفسية

كتاب الأمراض النفسية

الأمراض النفسية :

ماهية المرض النفسى :

المرض سواء كان نفسيا أو جسديا يعنى اختلال فى وظائف النفس أو الجسم وتتعدد أسباب الاختلال .

أسباب المرض النفسى :

ينتج المرض من سبب أو أكثر مما يأتى :

- الإهمال حيث يهمل الأهل الطفل تربويا وعلاجيا فى النفس والجسد .

- الصدمات حيث يعتقد الإنسان اعتقادا معينا ثم يرى ما يخالف هذا الاعتقاد تماما مثل خيانة زوجته التى يعتقد إخلاصها وكإفلاس تجارته التى يعتقد رواجها .

- المرض الجسدى فمعظم المصابين عندهم أمراض جسدية فى الدماغ أو القلب أو فى عضو أخر .

- إرادة الإنسان نفسه .

المرض النفسى هل هو المرض العقلى ؟

المراد بالمرض النفسى يشمل نوعين من المرض :

-المرض العقلى حيث يصيب المفكرة والذاكرة والمتخيلة .

-المرض الشهوانى حيث يصيب إحدى الشهوات الخمس الجنس والبنين والقوة والمال والطعام والشراب ومن أجل هذا ينقسم الجنون لنوعي:

1-الجنون العادى وهو جنون ناتج من أسباب خارجة عن المجنون وهى الإهمال والصدمات والمرض الجسمى وقد سماهم الله المؤلفة قلوبهم أى المركبة عقولهم أى بعقولهم خلل فى التركيب .

2-الجنون الإرادى وهو ما نسميه الكفر بالله وسمى الله أصحابه السفهاء فى قوله بسورة الفرقان "أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا "ونحن نتحدث هنا عن الجنون العادى وليس عن الجنون الذى هو الكفر .

هل الجنون وراثى ؟

الإنسان يولد صفحة بيضاء لا يعلم شىء وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "إذا الجنون يصيب الإنسان بعد ولادته بفترة قد تطول أو تقصر وما يسمى الجنون الوراثى وهم فلو حدث جنون فى أولاد المجانين المتزوجين فهو ليس بوراثة وإنما نتاج البيئة الفاسدة التى يسودها الإهمال فهل نتوقع أن يربى المجنون طفلا ليكون عاقلا ؟قطعا لا .

هل هناك شفاء من الجنون ؟

إن الجنون يشفى عدا مرض النسيان فى أرذل العمر حيث لا يعرف الإنسان شىء بعد أن كان يعلم وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا "وكل الأمراض قابلة للشفاء عدا النسيان لقوله بسورة الأنبياء "وإذا مرضت فهو يشفين "والملاحظ فى شفاء الأمراض العقلية أنه شفاء جزئى وليس كلى .

أسباب الأمراض العقلية :

تنتج الأمراض العقلية من التالى :

-الإهمال وهو ترك الواجب كله أو بعضه فى رعاية أى تربية الطفل ومن ذلك عدم علاج الأمراض والتشوهات والعاهات الجسمية وعدم تعليمه التبول والتبرز بعيدا عن أعين الناس وعدم تعليمه الحق والباطل وعدم تعويده على تغطية عورته .

-الصدمات وهى أن يعلم الإنسان من الواقع ما يخالف اعتقاده اليقينى مثل اعتقاده فى إخلاص زوجته ثم رؤيته خيانتها ومثل اعتقاده صلاح ابنته وعفتها ثم علمه بزناها أو حملها دون زواج .

-المرض الجسمى وهى أمراض معينة تصيب الدماغ والجهاز العصبى على الأخص وتصيب أعضاء أخرى فهذه الأمراض تتسبب فى آلام تجعل الإنسان فى انشغال مستمر بها مما ينسيه غيرها من الضروريات .

-الوحدة وهى انفراد الإنسان بنفسه مدد طويلة فى أماكن خالية من الناس مما يجعله يخاف ويولد الخوف فى نفسه أوهام تؤدى لجنونه كرؤيته للأشباح .

أعراض الجنون :

إن الجنون على اختلاف مسميات الأمراض العقلية له أعراض تظهر على المريض يجمعها شىء واحد هو مخالفة الإنسان ما عليه الناس من الأمور التى لا يختلف عليها أحد فى المجتمع الذى يعيش فيه ومن أمثلتها :

التبول والتبرز دون حياء أمام الناس والتحدث بصوت عالى مع النفس فى الشارع أو فى البيت أو فى الأماكن الأخرى والسير عاريا وقذف الناس بالحجارة أو غيرها دون سبب وافتعال المعارك معهم وحكاية حكايات خيالية لا أساس لها عن نفسه أو غيره .

أنواع الجنون :

الأمراض العقلية هى :

مرض الذاكرة وهو النسيان غير العادى ويسمونه تشوش الذاكرة .

مرض المفكرة وهو عدم القدرة على اتخاذ قرارات صائبة ومن ثم أن يعمل المريض أعمال مخالفة للناس فى مجتمعه فى ضروريات الحياة كالمال والطعام والشراب واللبس .

مرض المتخيلة وهو التخيل المستمر لأشياء لا أساس لها على أنها وقعت للمريض أو لغيره .

مرض الثلاثى ونعنى به اجتماع الأمراض الثلاثة السابقة أو اثنين منها فى إنسان واحد وحسب تقسيم ما يسمونهم أطباء النفس نجد هناك العديد من الأمراض داخل المرض الواحد فمثلا مرض المتخيلة يشمل أمراض عدة منها الخواف والعظمة والحقارة ومما ينبغى قوله أن كل الناس يصابون بالأمراض النفسية الشهوانية منها والعقلية فمنهم من يستمر معه المرض طوال حياته ومنهم من يأتيه المرض على شكل لحظات متقطعة فكلنا يصاب بأمراض عقلية فى فترات من حياته وهى فترات قصيرة ومتقطعة خصوصا القلق والخوف والكآبة.

من جنايات المجتمع:

إن كثير من أفراد المجتمع يتسببون فى جنون بعض العقلاء أو فى إلصاق الجنون بإنسان عاقل من مولده حتى مماته وسلوك هؤلاء الأفراد يتمثل فى ظاهرتين هما :

-الأخذ بالشكل فما أن يروا طفلا شكله الجسمى غير متناسق ويفعل بعض أفعال الأطفال الأخرين كسيلان الروال من فمه أو اللعب بالطين حتى يسمونه مخبول أو عبيط أو أهبل ومن أجل ذلك نرى أن غالبية مرضى العقل شكلهم الجسمى غير متناسق .

الاستهزاء حيث يتخذ الأفراد هؤلاء الأشخاص الذين يطلقون عليهم مجانين وسيلة للمتعة والضحك عن طريق استغلال طيبتهم حيث يصفعونهم على قفاهم أو على وجوههم أو يأخذون ما معهم من نقود أو إغاظتهم وفى هذا يقول الطبيب ر0د0لانك"لقد اختار المجتمع والعائلة بالخصوص هؤلاء الأشخاص ككبش فداء بعد وصفهم بالجنون تبريرا لإخفاقها فى بلورة علائق عائلية طبيعية ".

نصائح للناس حتى لا يجنوا على أولادهم :

لكل أبوين نقدم النصائح التالية :

ليست ولادة طفل به عاهة جسمية أو مرض جسمى نهاية المطاف لهم وإنما نهاية المطاف للطفل المولود هى تركه فريسة للمرض وفريسة للإهمال ومن ثم يجب الإسراع بعرضه على الطبيب لأن كلما اكتشف المرض مبكرا سهل علاجه .

أن الطفل المشوه أو المريض يحتاج للأبوين أكثر من الطفل العادى .

لا يجب ترك الطفل المعوق بمفرده وقت يقظته حتى لا يقع فريسة لوحدته .

عرض الطفل المعوق باستمرار على الطبيب .

وعلى الأبوين والحضانة والمدرسة التالى :

تعليم الأطفال توقع الأسوأ دائما من الأخرين حتى يستطيع أن يتحمل أى صدمة .

تدريب الأطفال على تحمل الصدمات من خلال التدريبات النفسية والبدنية .

تعويد الأطفال على عدم التمادى فى حب أو كره شىء.

عند ملاحظة حب طفل للوحدة يجب الإسراع لمجالسته أطول فترة ممكنة والتحدث معه فيما يشغله ويهمه حتى يفصح عن خفايا نفسه التى لم يستطع تحقيقها لوجود ظروف معينة .

أحكام المجانين فى الإسلام:

شرع الله الأحكام التالية :

- جعل الله للمجانين سهم فى الزكاة هو سهم المؤلفة قلوبهم وهو يصرف على طعامهم وكسوتهم وعلاجهم وغير ذلك وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم ".

- لا يعطى المجنون وهو السفيه ماله الذى يملكه حتى يشفى من السفه ويكون هذا المال فى حوزة ولى أمر السفيه وهو أقرب الناس نسبا له وعلى ولى أمره رزقه أى إطعامه وكسوته وقول المعروف له وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم منها واكسوهم وقولوا قولا معروفا "

- لم يعزل الله المجانين عن المجتمع العادى فى مستشفيات ما دام ليس خطرا على حياتهم أو حياة الأخرين وجعلهم يعيشون داخل البيوت حتى أنه سمح للمرأة أن تخلع بعض ملابسها أمامهم وتكشف عن بعض عورتها أمامهم وسماهم غير أولى الإربة فقال بسورة النور "أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء".

الرسل (ص)والجنون :

إن المجتمع يلقى التهمة على العقلاء الذين يريدون الإصلاح فيسميهم المجانين والسحرة وقد سمى الكفار الرسل سحرة ومجانين وكذلك يسمون من يريدون الإصلاح وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات "كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون ".

ليست هناك تعليقات: